05 أكتوبر 2025
تسجيلالإنسان كائن اجتماعي، يصعب عليه العيش بمعزل عن الناس، بل إن من أصعب العقوبات على السجناء هو الحبس الانفرادي. فالإنسان بفطرته يحب ويفضل التجمعات الاجتماعية مع الأصدقاء والمعارف. ولكن التجمعات الكبيرة قد تصنع معرفة سطحية بالآخرين، ولكن ليس صداقة ومعرفة عميقة. إحدى الطرق الفعالة والسهلة لصناعة العلاقة والمعرفة العميقة مع الآخرين هي باللقاءات الثنائية؛ فمن خلالها ستتمكن من بناء علاقة جيدة مع الشخص الآخر، وستتعرف على أفكاره وتتبادل معه الآراء والنقاشات بشكل أفضل، خصوصاً لو كان من المتميزين الذين ترغب بالاستفادة من معرفتهم وخبرتهم والاستزادة منها، فهي أفضل من اللقاءات الكبيرة التي تكون بها الأحاديث عامة وسطحية. أحد أصدقائي لديه مبادرة أسبوعية جميلة، وهي أن يدعو صديق واحد -أو اثنين على الأكثر- للقاء على وجبة أو حتى لتناول القهوة، وفي كل مرة يدعو شخصاً مختلفاً، سواء من الأصدقاء القدامى الذين انقطع التواصل معهم، أو من المميزين من المثقفين وأصحاب الفكر الذين تعرف عليهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. أهل السويد لديهم عادة مميزة تسمى "فيكا Fika" وهي استراحة قصيرة مرتين يومياً خلال ساعات العمل لتناول القهوة والمخبوزات مع أصدقائهم (السويديون ثاني أكثر شعوب العالم في استهلاك القهوة، بعد جيرانهم الفنلنديين)، وأصبحت هذه العادة جزءاً من ثقافتهم كأهم الطرق للتعارف وبناء العلاقات، بالإضافة لكسر الروتين وشحذ الطاقة، ولذلك يقوم البعض بالتخطيط المسبق للفيكا لبناء شبكة علاقاته بشكل جيد. من المهم أن يكون لنا "فيكا" بشكل دوري مع الآخرين ممن نود أن نقوي علاقتنا بهم، فمثل هذه العادات ستقوي علاقاتنا بأشخاص كثر، كما أنها ستوسع مداركنا وثقافتنا بتغيير الروتين مع من نجالسهم باستمرار، وستحسن طريقة تفكيرنا، وستزيد من المعارف والخبرات التراكمية لدينا. khalid606@