16 سبتمبر 2025

تسجيل

تحديات معرض الكتاب

20 يناير 2015

بداية نتقدم بخالص الشكر والتقدير لكافة الجهود المبذولة لاستضافة العرس الثقافي لمعرض الكتاب في ثوبة الخامس والعشرين وربما في أيام وليال ينتظرها فئة معنية من عشاق الثقافة والأدباء وكل من يسمو فكره لحب المعرفة والاطلاع، وربما كان المعرض فرصة لرؤية الكثير من العقول الراقية من جهات مختلفة بتعدد الاتجاهات الفكرية والثقافية وإضافة إلى التنظيم الرائع الذي تميز بسهولة التنقل من جناح لآخر وما أثلج صدورنا صدور العديد من المؤلفات القطرية هذا العام بصورة متزايدة عن كل عام مضى، ويكاد يعطيك نبرة من التفاؤل المستقبلي لمسيرة الرؤية الثقافية التي تقودها الدولة، في فترة وجيزة وسخرت من أجلها ميزانية كبرى بالداخل والخارج للنهوض بعملية الحراك الثقافي والذي يعد بحاجة إلى تكاتف مزيد من الجهود البشرية لتوظفيها بنفس المسار الذي تتوجه إليه الدولة وحتى لا تكون هناك فجوة كبرى، وأما ما يتعلق بالأنشطة والفعاليات الثقافية فهي كانت مجدية ولكننا كنا نتمنى مزيدا من الأنشطة الفعالة في جوانب متعددة وعلى المقام الأول تسليط الضوء على دور المرأة الحيوي في الثقافة ومؤثراتها الإيجابية كشريك أساسي في التنمية الثقافية من خلال رؤية الدولة ومساهمتها خلال فترة وجيزة في وسائل الإعلام المرئية وغير المرئية وما أكثر التحديات التي تواجهها في الوقت الحالي ربما تختلف عن الأعوام الماضية وإضافة لذلك فعاليات ثقافية مقارنة بحضور شخصيات مؤثرة من قطر وخارجها ما بين الثقافة الإلكترونية والرجوع إليها في البحث عن معلومة وما بين الكتاب الورقي والذي أصبح يمثل عبئا ثقيلا على البعض ومناظرات ثقافية متنوعة ما بين الشخصيات المؤثرة بمواقع التواصل الاجتماعي وما بين قادة العلم والثقافة والذي كان الكتاب ومؤثراته سببا في إثراء علمه وفكره، وإضافة كان بالإمكان مشاركة المعلمين وأساتذة الجامعة وإلقاء الضوء على التحديات التي تواجههم في تعميق قيمة الكتاب في الطلاب فلا نستطيع أن نغفل دورهم وخاصة الكثير منا نهل من فكره وثقافته على أيادي أساتذة زرعوا قيمة الثقافة ومقوماتها في عقولنا وأهمية الكتاب وكان من المتوقع مزيد من الأنشطة الثقافية التي تتعلق بالهوية الثقافية والوطنية في المرحلة الانتقالية التي تمر بها قطر وأثرت على جوانب كثيرة في حياتنا وربما على منظور الثقافة الفردية وزيادة الاستهلاك الإلكتروني وأن يكون بمشاركة جهات ذات الاختصاص بالدولة وإضافة إلى ألقاء الضوء على ثقافة الاستهلاك المادي والفكري بأشكال متعددة وخاصة في وقت نحن بحاجة فيه إلى استهلاك الثقافة للنهوض بالتنمية الفكرية وذلك بمشاركة عناصر شبابية مؤثرة استطاعت أن تتخطى هذه المرحلة رغم المؤثرات الاستهلاكية ومنهم أبطال نجوم من فئة الشباب الذين أبدعوا ولهم بصمة ثقافية رائدة الفترة الماضية ولمَ لم يتم تسليط الضوء بصورة أكبر على صغار المؤلفين القطريين من الفئات الشبابية في الأفلام القصيرة والمسرح ولهم بصمة رائدة في الفترة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي وغيره من المنتديات الإلكترونية ولعبت الثقافة الإلكترونية دورا كبيرا في إبداعاتهم الفكرية وإضافة إلى الأنشطة الترفيهية التراثية الثقافية كجانب مشارك للمعرض وجوانب تحقق الجذب الثقافي بصورة أكبر ولم لم يتم مشاركة ثقافية من قبل العديد من المثقفين المتقاعدين من التربويين والإعلاميين والاجتماعيين والاستفادة منهم من خلال المناظرات الثقافية التي تم طرحها في العرس الثقافي هذا العام ولم لم يتم تسليط الضوء من خلال الفعاليات على بعض القضايا الثقافية والتربوية والمجتمعية والاجتماعية التي تهم المواطن نفسه ومؤثراتها على الحراك الثقافي لكافة شرائح المجتمع بكل فئاتها وإضافة لم لم يكن هناك ضوء على التحديات التي يواجهها العديد من المغتربين من أبناء الدبلوماسيين وأصحاب المهام والتأثر بثقافة الغرب من خلال المدارس الأجنبية أو التأثر بجنسية أحد الأبوين سواء كانت آسيوية أو أوروبية وكيف نحمي هذه الفئات من الثقافات الغربية من الخارج ودور المختصين من ذوي الاختصاص سواء كان في الثقافة أو التعليم وغيرهم وهذه قضايا بحاجة ماسة إلى مناقشتها بصورة متتالية وربما تكون ثقافتهم إلكترونية وليست ورقية ولا تستطيع أن تغفل دور البحوث العلمية وخاصة أنها من صميم اهتمامات الدولة في الوقت وربما يغفل عنه الكثير ومازال لدى الكثير منا عدم الاهتمام الحقيقي بأهمية البحث العلمي في نفوس الناشئين والمختصين ولم لا تخصص المرات القادمة جائزة تشجيعية للمبدعين القطريين من كل المراحل العمرية في نهاية كل معرض كحافز تشجيعي في هذا اليوم وجائزة لأفضل أسرة لديها مكتبة تضمن أكبر عدد من الكتب النادرة وتشجع الأبناء على القراءة اليومية، وجائزة أخرى لأصغر قارئ استطاع أن يقرأ كما من الكتب في مجال أو أكثر وغيرها، ونأمل أن يكون في السنوات القادمة تكريم للكوادر الثقافية من المتقاعدين في كافة التخصصات والذين لهم بصمة ثقافية سواء كانت إعلامية أو تربوية أو اقتصادية ودينية وغيرها للحفاظ على المخزون الثقافي الأيام المقبلة ونحن بحاجة ماسة في السنوات القادمة لكافة المثقفين في كل المجالات للنهوض بمسيرة التنمية الثقافية والتنموية ونحن قادرون على ذلك .