13 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر .. القدوة عربياً وعالمياً (1)

20 يناير 2014

بعد كل ما وصلت إليه دولة قطر من تطور ونهضة على جميع النواحي والصعد الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها من النواحي الأخرى.. يحق لنا القول هنا وبكل ثقة وعن جدارة ويقين كبيرين.. أن نقول إن ما حققته دولة قطر في تلك المجالات والصعد.. يشكل قدوة في جميع جوانبه.. وعلى الصعيدين العربي والعالمي.. فتلك الإنجازات والإسهامات التي حققتها دولة قطر على الصعيد الاقتصادي والتي كما أشرنا تشكل قدوة ومثالا رائعا لكل الدول لكي تحذو حذوها في مثل تلك الظروف.. فكما يعلم الجميع بأن السياسة التي اتبعتها دولة قطر إبان الأزمة العالمية التي حدثت أواخر العام 2008م كانت تلك السياسية مثالاً رائعاً وأكد في ظل تلك الخطوات المتخذة أكد بعد نظر وحكمة واستشفاف للأوضاع الاقتصادية محلياً وعالمياً، إلى درجة أن الاقتصاد القطري سجل في عدة مرات أرقاما قياسية إيجابية.. وفي بعضها وصلت نسبة النمو الاقتصادي إلى 20%، واحتلال الصدارة العالمية في متوسط دخل الفرد بما يزيد على 100 ألف دولار والتقدم بثلاث مراتب عالمية في تقرير التنافسية الدولية، وهو ما جعله في المرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.. هذا كله في عز ظروف الأزمة العالمية الأخيرة.. ولو اتجهنا إلى مجال آخر من المجالات التي يمكن أن تعتبر قدوة لأن تسير على خطاها الكثير من الدولة الناشئة والتي لديها نفس الظروف المتوفرة في دولة قطر.. يمكننا أن نأخذ سعي دولة قطر للفوز بتنظيم نهائيات كأس العالم للعام 2022 جاء ثمرة جهود وتخطيط مسبق مبنى على النظرة البعيدة المدى التي يتمتع بها أصحاب القرار في دولة قطر.. ففي الوقت الذي كان من الصعوبة بمكان.. أو لنقل لم يكن يجول بخاطر أيا ما كان من شعوب هذه المنطقة بل والمنطقة العربية بشكل عام أن يفكر مجرد تفكير بتنظيم أي دولة عربية أو حتى مجموعة دول عربية مجتمعة أن تنظم مثل هذه التظاهرة العالمية.. فكيف الوضع مع دولة قطر ذات الإمكانات والخبرات المتواضعة (في نظر المراقبين) أن يقع عليها الاختيار في تنظيم تلك التظاهرة الكونية... لاشك بأن هذا يعد قدوة ومثالاً رائعا يمكن أن تحذو الدول أينما كانت ومهما كانت.. هذا الحذو وهذا المثال.. بل ويمكننا أن نذهب إلى أبعد من ذلك بكثير لنقول بأن ماقامت به دولة قطر على هذا الصعيد يمثل فتحاً وخرقاً لكل ماهو غير مألوف في حياة نهضة وتطور الشعوب والدول والأمم.. كيف؟. لعل النظرة المعتادة للدول الناشئة وصاحبة الخبرة المتواضعة لم يرد في مخيلتها أو بكلمة أخرى.. لم تكن لتفكر يوما ما بتنظيم أحداث وتظاهرات بمثل هذا الحجم؟. وإنما كان أكثر ما يتجاوز خططها.. هو تنظيم تظاهره رياضية على مستوى محلي أو عربي.. ولكن جاء فوز دولة قطر بتنظيم تلك التظاهرة الكونية كسراً لكل النظرة والخيال وتجاوز كل الحدود وعدم الوقوف في مربع محدد يكون رهينة مستقبل وتطور ونهضة الأمم والدول.. فتخطت دولة قطر بذلك التنظيم الكثير من التوقعات.. بل تجاوزت نفسها في بعض الأحيان.. وفي هذا الصدد يمكننا أن نقول إن دولة قطر قد خطت طريقاً وسبيلاُ له أهميته على الصعيد الرياضي وتنظيم المسابقات.. وقد كانت بحق قدوة في مجال الرياضة ونقل الرياضة العربية والمحلية إلى العالمية وأوصلت المراقبين والمهتمين في هذا المجال وجمعتهم على أرضها.. ومن ناحية أخرى جدير بالقول هنا إن اللسان والعقل يكاد يتوقفان عن التفكير ومتابعة وصول هذا الحدث وتلك التظاهرة إلى منطقة الخليج العربي، والمنطقة بشكل عام.. تلك المنطقة التي لم تكن لتأخذ حظاً واهتماماً دولياً من الناحية الرياضية.. بل كان معظم حظها كون أنها دول لها أهميتها من الناحية السياسية والاقتصادية.. فقط.. فجاءت دولة قطر لتقلب هذا المفهوم وتلك النظرة وتجيرها في اتجاه له أهميته على صعيد بالغ القيمة العالية المتمثلة في حث وتحفيز الشعوب والدول في المنطقة.. بل وقارة آسيا بأكملها.. والله من وراء القصد..