12 أكتوبر 2025
تسجيلالاعتذار الذي نشر في صحف امس على مساحة نصف صفحة بوضوح تام وبالخط العريض من شخصيتين اعتباريتين من المجتمع، للمحامي الخلوق عبدالله طاهر عما بدر منهما من اساءة غير مقصودة لشخصه الكريم، والشكر له لقبوله الاعتذار باسلوب حضاري نادر في زمننا هذا الذي نرى فيه العجب العجاب، مما يخلف ويحيّر الألباب من رفض للنصيحة، وعدم قبولٍ للنقد وجهل في أسلوب الحوار الأمثل.الاعتراف بالخطأ فضيلة، والأخذ بالحق رجولة، ويدل على ثقة الإنسان بنفسه، ومن سار على هذا النهج ستصلح أحواله مع نفسه وسيكون مرتاح البال، وفي حياته مطمئن الحال.. وهناك من الناس من يتخذ اللامبالاة شعارا له في كل الشؤون، وهؤلاء عندما تناقشهم وتطالبهم بالمثول والرضوخ للحق والتراجع عن الخطأ اتجهوا للمكابرة وعدم الرغبة في قبول الرأي الصائب والحق، حتى وإن كان واضحا، حتى يصل بهم الأمر إلى الكره والتناجر والمثول امام المحاكم ومراكز الشرطة، في قضايا لا تتطلب منهم سوى الشجاعة في اتخاذ قرار العفو والتسامح والتراضي اخمادا للفتنة التي لعنها الله ورسوله والناس اجمعين.فكما ان الحق دليل عدل فالاعتراف بالحق دليل عقل، فكلمة (اعترف) تذكرنا بالعقوبة او تذكرنا كم نحن ضعفاء امام الحقيقه وامام انفسنا. انكار الخطأ ليس الخطا ذاته بل الشك الذي يخلقه والاصرار عليه يجعل الشك حقيقة فتصبح الحياة بين اي علاقة مجهولة، فمهما كان الاعتراف بالخطأ مؤلما يبقى الشك اكثر ايلاما في كل الشرائع وفي كل القوانين..أصبحنا في مجتمع تسوده السلبية، والاخلاق اصبحت ذات ندرة نسبية او اصبحت كأن لم تكن موجودة، كثيرون يخطئون ومع ذلك عندما تواجههم باخطائهم يثورون ويغضبون ويتعصبون وكأنك تتبلي عليهم أو كأن لم يخطئ احد منهم، كيف يمكن العيش في مجتمع لا يعرف التسامح ولا ينظر الى الاعتراف بانه فضيلة من الفضائل التي يحث عليها ديننا الحنيف.. فهذه النوعية من الناس لا يمكن التعايش معهم وتتجنب الاختلاط بهم ، فإذا اخطأ احدهم في حقك وواجهته بخطئه ولم يعترف ولم يقتنع، ثار وغضب واتهمك بانك ظالم وتتحامل عليه..انا لا أرى ان الاعتذار نوع من هدر الكرامة انما أراه قمة الشجاعه والصدق مع النفس.. فاذا اخطأنا علينا ان نعترف بأننا اخطأنا حتى يكون لدينا قدرة على مصارحة الذات، فهذا عذري ولي منكم السماح .. وسلامتكم.