15 سبتمبر 2025
تسجيلحوادث أليمة تدمي القلوب، حوادث غير مألوفة تبعد الإنسان عن كونه بشراً وعن الآباء أن يكونوا رحماء تملأهم المحبة والعطف على أطفالهم وكأن هؤلاء الصغار دمى صغيرة في أيديهم يحركونها كيفما يريدون، وان استعصت عليهم فإن ذلك معناه أن يحطموها ويلقوا بها في صناديق القمامة.نعم بعض الآباء والأمهات الذين سلبت من قلوبهم الرحمة، يستعملون العنف والضرب المبرح للأطفال وكأنهم ينتقمون منهم كونهم أصبحوا مسؤولية لابد من تحملها، وهم لا يدركون معنى أن تربي طفلا وتنشئ جيلا، "أب يضرب طفلته ذات العامين على رأسها لأنها لم تتعلم المشي!! وتتعثر في خطواتها الصغيرة" و"أم تقتل طفلها لأنه لم يحفظ القرآن الكريم، وقدرته الاستيعابية بسيطة وهو لم يتجاوز السابعة من العمر"!و"آخر يصفع طفله ذا الأربع سنوات لأنه طالب بلعبة معينة داخل المتجر التجاري لدرجة أن الطفل تحجرت دموعه في مقلتي عينيه وصمت، وكأنه قد خطفت روحه"، وآخر "يحرق ابنته بآلة حادة على أي فعل ترتكبه ويشوهها، ولا يعالج إصابتها وهي في الثامنة من عمرها" وغيرها من حوادث العنف ضد الأطفال.سلوكيات غريبة من آباء وأمهات نسوا أو تناسوا أن هذه الكائنات صغيرة وبالطبع فإن دور الأم يكون بالرعاية والمتابعة والإشراف بدون أدنى عنف أو استفزاز للطفل ومحاولة التربية السليمة لهذا الطفل حتى لا تتكون لديه سلوكيات وتصرفات قد تثير الأم أو الأب ومن ثم يلجأ إلى أسلوب الضرب والذي قد يتطور لدى البعض إلى أنواع العنف.وللأسف هناك الكثير من الأسر التي قد نرى فيها العنف الأسري الذي يبدأ من الأب إلى الأم ومن ثم إلى الأطفال، خاصة في بيئة قد تحتوي بعض السلوكيات المرفوضة في المجتمع وفي الدين، والتي تسبب الاختلال الأسري وتعمل على القضاء على الأمن والاستقرار فيها مما قد ينذر بانتهاء مقوماتها ومن ثم انهيارها ووصولها إلى حد لا يمكن الاستمرار فيها.إن ما يجري للأطفال داخل هذه الأسر، لهو شيء لا يصدق، حيث تجري تلك السلوكيات في غياب من الجميع وقد يتعرض الطفل إلى إهانات وعنف ويجبر على البوح بما يجري له لمن حوله من الأهل أو أسر المدرسة التي قد تشاهد آثار العنف على الطفل وتبلغ عنها، ومن ثم قد ينكر الوالدان ذلك، ويرهبانه إلى حوادث وقعت للطفل وهي عرضية.وإذا ما ابتعدنا عن ذلك العنف البدني فإن الطفل قد يتعرض إلى العنف النفسي من قبل الوالدين أو أحدهما كما يحدث للبعض منهم، حين تسخر الأم من طفلها وتبرز عيوبه أو عيوب طفلتها أمام الضيوف، وقد تعنفه وتضربه أمامهم لمجرد أنه أتى بشيء من السلوك الخاطئ! أو تصرخ عليه وتناديه بأقبح الألفاظ لأنه لم يسمع كلامها، بل قد تسيء الأم لطفلها عندما تذهب لمدرسته وتبين لزملائه بعض سلوكياته التي ترفضها أو تعتقد أنها تسيء إليها وقد يأتي بها الطفل على غير قصد مما يؤثر في نفسيته ويقلل من ثقته في نفسه.إن أطفالنا أمانة في أعناقنا لا يمكن أن نتخلى عنها، حتى ننشئهم النشأة الكريمة السليمة التي توصلهم إلى بر الأمان وساحات العلم والعمل حتى يكونوا مواطنين صالحين لخدمة الوطن، لا أن ننشئ جيلا مشوها بدنيا ونفسيا غير قادر على العطاء متعثرا في خطواته عاجزا عن تحمل مسؤولياته ومن ثم انهياره وضياعه.إن دولتنا الفتية لم تقصر في رعاية هؤلاء الأطفال ووفرت لهم كل أساليب العلم والرعاية الصحية والاجتماعية، بل خصصت لضحايا العنف مؤسسة تعنى بهم من خلالها وتحقق لهم الأمن والاستقرار.وهؤلاء الأطفال سوف يسألنا الله عز وجل عنهم وعن تربيتنا لهم فماذا سنقول له تعالى في ذلك اليوم؟!