11 سبتمبر 2025

تسجيل

هذه المرة ليست كسابقتها

19 ديسمبر 2023

(هم) باتوا مستعدين لصفقة تبادل أكبر تتمثل في الإفراج عن سجناء فلسطينيين تم وصفهم بالأسرى النوعيين من أصحاب المحكوميات العالية بعد أن وصلت إسرائيل لنقطة أن الحل العسكري الذي قالت إنه سوف يكون الحل الوحيد لإعادة المخطوفين الذين عاد منهم حول 100 أسير في صفقات التبادل في الهدنة التي استمرت 7 أيام فقط والتي كانت سببا لنجاح هذه الصفقات وليس الضغط العسكري كما يدعي رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو، أما فيما عدا ذلك فقد أدى التدخل العسكري إلى استقبال بعض عائلات المخطوفين أبناءهم في توابيت بفعل الغارات الإسرائيلية والقتل الخطأ كما حدث مع آخر ثلاثة منهم حينما لوحوا للقوات الإسرائيلية بأنهم منهم وليسوا بمقاومين فلسطينيين حتى عاجلتهم هذه القوات بزخات من الرصاص الحي أردتهم قتلى، ولذا ترى إسرائيل صاغرة بأن صفقة جديدة يمكن أن تخفف من الضغط عليها واتهامها بالعجز وإنها هي من تقتل الأسرى الإسرائيليين وليس حماس!. في الجهة المقابلة وهي التي تبدو أكثر قوة فإن (المقاومة) تشترط بأن الصفقة التي يحلم بها الإسرائيليون لحفظ ماء وجههم لا يمكن أن تتم إلا بوقف كامل ودائم لإطلاق النار والانسحاب تماما من القطاع لتفكر بعدها في الكيفية والجدول الزمني الذي يمكن أن تسير عليه صفقة التبادل التي بلا شك لا يمكن أن تشبه الأولى التي حُرر فيها النساء والأطفال من الجانبين وإن هذه الصفقة لا يمكن أن تتم إلا بشروط المقاومة فقط فكيف تتحدث إسرائيل عن صفقة جديدة ويعطي نتنياهو الضوء الأخضر لرئيس الموساد للبدء في التفاوض حول هذه الصفقة بينما يصر على الجانب الآخر باستمرار العمليات العسكرية والغارات على كافة مناطق غزة لم تسلم منها المستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء والبيوت التي من المفترض أن تكون آمنة للمدنيين العزل مستشهدا برسائل قال إنه تلقاها من ذوي الجنود الذين سقطوا في عمليات اقتحام غزة عسكريا والذين يطالبوه بأن يستمر في قتل وتدمير شعب قطاع غزة انتقاما لأبنائهم الذين قتلتهم المقاومة في هذه العمليات! وهو أمر يبدو مستحيلا أن يوافق عليه الطرف الآخر أو أن يستسهله الوسطاء الذين يهمهم كثيرا الوصول لوقف دائم لإطلاق النار وليس كما جرى الأمر في الصفقة الماضية حيث تعنت الإسرائيليون في تمديد الهدنة في فجر اليوم الثامن بعدها حيث عاودت قصف الآمنين وعادت أكثر وحشية وشراسة وهمجية وبربرية على هؤلاء الذين استغلوا هذه الأيام القليلة في استجماع شتات أنفسهم والبحث عن أحبتهم ودفن شهدائهم والبحث بين أنقاض منازلهم عما يمكن أن يعينهم على الأيام القادمة وبرد قارس وجوع ينهش بأطفالهم وأمراض تفتك بهم بسبب سياسة التجويع والحصار التي تنتهجها إسرائيل منذ بدء عدوانها الآثم على أطفال وشعب غزة ناهيكم عما تفعله الآن في الإغارة على المستشفيات واستهداف النازحين والجرحى وقتلهم أو تجريفهم بصورة وحشية ودفنهم أحياء قبل أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة تحت أنين جروحهم بينما باتت جثامينهم وليمة للقطط والكلاب الشاردة الجائعة فأي صفقة تحلم بها إسرائيل الآن وكل جرائمها الوحشية التي لا يمكن أن تسقط بالتقادم لا تزال تتصدر مشاهد غزة أمام العالم ؟! أي صفقة يريد نتنياهو أن يُسكت صيحات الاستهجان من ذوي المخطوفين وهو يسير بشكل متواز مع عملياته العسكرية التي تحصد الأرواح وكل مظاهر الحياة والإنسانية في غزة ؟! فهل المهم هو أن يغفر ذوو الأسرى الإسرائيليين لنتنياهو وباقي عصابته لنجاح أي صفقة بينما تسقط صكوك الغفران عن عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين مُحيت منهم عوائل وأُسر من السجلات المدنية لاستشهاد الجد والأب والابن والحفيد دفعة واحدة ؟! فكيف يتم تجاهل كل هذه المجازر التي لا طالب لثأرها ولا الانتقام من قاتلها بسبب ما يمكن لإسرائيل التي ترفض الإقرار بهزيمتها رغم كل هذه الترسانة العسكرية المدججة بالعدة والعتاد أن تهنأ بنتائجها ثم تعيد قصفها ومجازرها ؟! هذه المرة ليست مثل التي سبقتها وعلى إسرائيل أن تفهم ذلك جيدا!.