12 سبتمبر 2025
تسجيلوانتهينا.. وكأنه كان حلماً امتد لـ 28 يوماً، ثم صحونا متثاقلين لا نريد أن نستيقظ ونكتشف حقيقة أن كأس العالم لكرة القدم قد انتهت فعلا وأن بالأمس كان اليوم الأخير له وأننا فعليا اليوم يجب أن نتصرف بشكل اعتيادي نذهب لدواماتنا ونحتسي شاي الصباح ونقلب في الهاتف دون هدف على غير عادتنا طوال الفترة الماضية بين حسابات الكرة والحسابات الموثوقة ومن لعب ومن فاز ومن سوف يلعب اليوم ومن غدا ومن سيفوز على من ومن سوف يصل لدور الثمانية ومن سوف يتأهل لدور الأربعة ومن سوف يكون طرفي النهائي ومن سيحمل كأس المونديال واللقب ومن سوف يحتفل ومن ومن ومن ؟. ولذا أستطيع أن أقول لكم بكل أسف إنه من اليوم سوف يختفي كل هذا ونظل على الذكرى الجميلة التي ما زلنا غير مستوعبين بأن انتهت ولم يعد بالإمكان أن نعود لها مرة أخرى إلا لربما بعد سنوات لا يعلم سوى الله متى وكيف ولكن دعونا الآن في نشوة كل هذا وفي الاحتفال بنجاح النسخة الاستثنائية رقم 22 لبطولة كأس العالم قطر 2022 والتي شهد له القاصي والداني حتى من الذين كانوا يحذرون من إقامة المونديال على أرضنا عادوا اليوم ليعترفوا لقد أخطأنا وقطر نظمت أجمل وأفضل وأكمل نسخة من بطولات كأس العالم التي سبقت حتى أنها وضعت الدول المنظمة للنسخ القادمة في مأزق بعد أن أصبح ملايين المشجعين الذين قدموا لبلادنا ورأوا مستوى التنظيم والأجواء والفعاليات والاستادات المونديالية والأمن والأمان وترحيب أهل قطر بهم وتلك الطيبة المرتسمة على وجه الصغير والكبير منهم والقوانين التي صاحبت المباريات بمنع تناول المشروبات الكحولية في الملاعب وحولها أو إبداء ما يمكن أن يسيء لثقافة وقوانين هذه البلد والبعيد كل البعد عن الروح الرياضية والمظاهر المعبرة لها وهذا كله أعطى مفهوما جديدا لهؤلاء المشجعين الذين لطالما حضروا بطولات كأس العالم في دول أوروبية وشرق آسيوية ومن قارات أمريكا ولكنهم لم يجدوا ما وجدوه في نسخة قطر 2022 حتى عبر المئات منهم أنهم حضروا وقد استأنسوا بهذا البلد على مستوى السلامة والأمان لهم ولأطفالهم حتى النساء لم يتعرضن لأي تحرشات تسيء لهن كما كان الحال في البطولات السابقة، ولذا بات العالم من بعد قطر مطالباً بأن يوفر كل هذا لمشجعي المونديال على أراضيه ولا يمكن أن ننسى في هذا شهادة جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم حينما أثنى على التنظيم القطري، وقال إنه مرت حتى الآن 62 مباراة دون مشاكل أو تجاوزات أو جرائم أو أي شيء يمكن أن يعكر من صفو مونديال قطر فالجميع سعيد ومرتاح لشكل هذه البطولة التي غيرت مفاهيم الملايين عن قطر الدولة العربية المسلمة التي رسمت حلما وعرضت أبعاده منذ 12 عاما وفي 20 نوفمبر من العام الجاري تحققه وها هي بالأمس في الـ 18 ديسمبر من العام نفسه تنهيه بنجاح لا يمكن أن أصفه بكلمات وحروف وتراكيب جمل تفر مني الآن عاجزة عن الوصف الذي أريده. شكراً لسمو الأمير وسمو الأمير الوالد ولحكومتنا الغالية على تسطير اسم قطر بحروف من الذهب الصافي اللامع، وشكراً لجميع اهل قطر مواطنين ومقيمين على هذه الروح البشوشة والتعاون الملموس مع جهود الدولة في إنجاح المونديال والشكر الأعظم لسلسلة قوات الأمن لدينا في الداخلية والدفاع التي أمنت بطولتنا بأجمل ما يمكن جواً وبحراً وبراً وشكراً لكل رجل أمن كان يواصل النهار بالليل لأجل الاطمئنان على أمن البطولة وأمان المواطنين والمقيمين والزائرين فيها ولكل العيون الساهرة التي أوصلتنا اليوم لأن تكون بوصلة العالم موجهة نحو بلادنا بفخر واعتزاز وأعاننا الله على حالات الاكتئاب التي سوف تطول الكثيرين من بعد انتهاء المونديال. وأصدقكم أنا واحدة من هؤلاء، عشت أيام البطولة بشغف وأتركها بحسرة للأسف.