11 سبتمبر 2025

تسجيل

وداعاً يا صديق العمر

19 ديسمبر 2020

يوم الجمعة وفي اليوم الوطنى المجيد 2020، تودع قطر واحداً من أبنائها البررة المخلصين، ويفقد أصحاب الإعاقات أباً حنوناً طالما اهتمَّ بهم وجعلهم رسالة له على مدى أجيال، فشّد من أزرهم وصادقهم وصاحبهم، ولم يبخل عليهم بنصيحة وتوجيه بأسلوبه اللطيف، ودمه الخفيف وقيادته الصارمة. كرس حياته بإخلاص لخدمة وطنه وأداء رسالته الإنسانية حتى حملها إلى العالمية. رحم الله المستشار الدكتور (محمد عبدالرحمن السيد) وأسكنه فسيح جناته بما قدمته أياديه الطاهرة في حياته، وخاصة في مجال أصحاب الإعاقة والذي حفر اسمه فيه محليا وإقليميا وعالميا بكل اقتدار. يشهد الله بأنه حتى آخر لحظات حياته يفكر في التطوير وكيفية خدمة أبنائه المعاقين الذين يحبونه محبة الأب.. وكم كان يفتخر بهم كلمنا التقينا. بالفعل إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع لفقد صاحب القلم والقلب الجميل وفقدي أخاً عزيزاً ورفيق درب وصديق عمر وأخاً حبيباً. جمعتني وإياه صحيفة العرب القديمة، وأنتجنا معا أول كتيب للدفاع عن فلسطين في العام 1989، بعنوان (سنة أولى انتفاضة)، وكذلك في نادي المعاقين التابع للهلال الأحمر القطري آنذاك وحتى وصلنا إلى برنامج (بست بوديز) التابع لمؤسسة الشفلح من خلال تطوير مجلة لزيم. رحلة أخوة طويلة قصيرة، وخلال كل تلك السنوات من المعرفة والصحبة لم يتوقف في التفكير لحظة واحدة في المعاقين أو أقصد كما يصحح لي دائما (ذوي الإعاقة)، فهم شغله الشاغل وهمه الأكبر حتى آخر يوم في حياته، والله وأنا أكتب كلماتي هذه أرى وجهه الباسم وتعليقاته الساخرة اللطيفة وضحكاته الجميلة. رحمك الله يا حبيب القلب وصديق العمر د. محمد، وأسأل الله لك الشهادة بسبب ما أصبت به من مرض عضال الذي باغتك بشراسة. وإلى لقاء قد يكون قريباً، فالموت حق وأنت مضيت في طريق الحق أولاً. اللهم اغفر له و ارحمه و اعفُ عنه و أَكرم منزله، اللهم أبدلهُ داراً خيراً من داره و أهلاً خيراً من أهله، اللهم انقله من ضيق اللحود ومن مراتع الدود إلى جناتك جناتِ الخلود، لا إله إلا أنت يا حنان يا منان يا بديع السموات والأرض تغمده برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم آمين.