13 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أثناء إحدى المقابلات التلفزيونية على هامش قمة الدوحة الأخيرة، سأل المذيع: لماذا يغيب صدى القمم الخليجية عند الشعوب، رغم الإنجازات التي تحققت طوال مسيرته؟!الكثيرون من أبناء الشعوب الخليجية، يتفقون مع الشق الأول من السؤال، ولكنهم بالتأكيد لا يتفقون أو يتفقون بتحفظ كبير، على الشق الثاني!بالنسبة للكثيرين وأنا منهم، أن تعقد القمة الأخيرة على موعدها وفي الدوحة وبأعلى تمثيل، كان شيئا رائعا ومُطمئنا، خاصة بعد أشهر من الخيبة والخوف!إحباط وترقب، زادا بعد قرار سحب السفراء، ارتفعت وتيرتهما، بسبب تصريحات متشنجة لعِب على وترها من لا يريد لتلك العلاقة أن تستمر وتبقى؟!لا أظن أنه يوجد تنظيم إقليمي أو دولي ترتبط شعوبه بوشائج قربى وصلة رحم، فضلا عن الدين والدم واللغة وغيرهم، مثل منظومتنا الخليجية. لذلك بدل أن نسأل أنفسنا عن الصدى الغائب للإنجازات التي تحققت، يفترض أن نسأل أنفسنا، عن توافق تلك الإنجازات وتناغمها مع أمنيات وطموح الشعوب، التي تعبت وهي تحلُم منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن؟!لا ينكر أحدا ما تحقق على صعيد السوق الخليجية المشتركة ومنطقة التجارة الحرة. كما لا يمكن تجاهل الاتفاقية الأمنية (1994) واتفاقية الدفاع المشترك (2000(، وما نتج عن تطورهما مؤخرا من إعلان القيادة العسكرية الخليجية المشتركة، وإنشاء القوة البحرية المشتركة، وإطلاق مشروع الشرطة الخليجية، وقبلهما الجيش الخليجي أو ما أطلق عليه قوات درع الجزيرة.لا يمكن المرور على ما سبق، دون ذكر اتفاقيات الربط المائي والكهربائي، وقبلهما مشروع السكة الحديدية الذي يفترض أن يرى النور في العام 2018.جميع تلك المشاريع كانت أحلاما، وبحمد الله تحولت أو ستتحول إلى واقع إذا شاء الله.لكن جلسة مكاشفة مع النفس، تُطرح فيها أسئلة تشرح الكثير مما في القلب.لماذا كل هذا التأخير في تنفيذ مشاريع حيوية، يُفترض أن الشعوب تنعم بها منذ عقود، وبالتحديد بعد أول قمة خليجية في الإمارات (1981)، علما أن بعض تلك المشاريع أعلن عنها منذ ذلك الوقت، ولم تنفذ حتى اليوم؟!ثم من يضمن أن أي مشروع مشترك قادم، لن يتضرر أو يتوقف بعد حصول أي أزمة مفتعلة بين الأشقاء في هذه المنظومة، تتجرعها الشعوب الخليجية قهرا وكمدا؟! العلاقة التكاملية بين شعوب المنطقة ودولها، أعمق من أن تهزها سموم ينفثها من لا يريد لنا أن نبقى متوحدين!راجعوا بعض الأحداث فيما سبق، ستجدون أزمات رياضية تافهة تلقي بظلالها على هذه العلاقات!ستجدون "رويبضة" يشعلون حروبا مفتعلة على وسائل التواصل الاجتماعي، يشتمون ويخونون ولا يجدون من يصرخ في وجوههم: "عيب.. ركدوا"!!طموح الشعوب الخليجية لن يتوقف بتلك المشاريع التي نُفذت، وبمشاريع كبرى غيرها، كتحقيق الاتحاد الخليجي بجوازه المشترك وعملته الموحدة.منظومتنا الخليجية بحاجة ماسة لتسريع وتيرة المشاريع الحيوية التي تربطها عسكريا وجغرافيا واقتصاديا، لترسل رسالة واضحة للخارج، بأننا على قلب واحد مهما تكن الظروف!برودكاست: من يتابع الأحداث العاصفة التي تموج بها المنطقة، لن يرى إلا قوى استخراب، تفرق شملهم إلا علينا، ينهشون في جسد أمتنا الضعيف المتهالك، في الشرق والغرب والشمال والجنوب.من يقرأ التاريخ، يعلم علم اليقين، بأن سقوط كل الدول والإمبراطوريات، لم يحدث إلا عندما تفرقت، وباتت دويلات هشة، أو قل لقما سائغة، يعبث بها من يحمل مشروعا تقوده رؤية وتحميه قوة، فما بالك إذا كان ذلك المشروع محترفا في الغدر والخيانة!