14 سبتمبر 2025

تسجيل

اليوم الوطني ودروس كثيرة للشباب

19 ديسمبر 2013

نحتفل باليوم الوطني لدولتنا الغالية قطر، قطر العروبة، قطر الإسلام، قطر السلام والأمن، اليوم الذي يسجل لنا ما قام به المؤسس الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني من حفظ لهذا البلد ورفعته وانتصاره على أعدائه، الأمر الذي يفجر في نفوسنا ونقوس شبابنا ثورة الحق والدفاع عنه والإعلان عن افتداء الوطن بالغالي والنفيس وحبه وغرس كل ذلك في نفوس أطفالنا منذ نعومة أظافرهم لأن قطر تسمو بروح الأوفياء. نعم نحتفل هذا العام باليوم الوطني مع أميرنا المفدى سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي كان خير خلف لخير سلف، السلف الذي قاد قطر لنهضة شاملة في مختلف المجالات غيرت وجه قطر وتزينت معالمها في سنوات قليلة لا تقاس أبداً بعمر الشعوب مما جعل قطر قبلة للكثير من السواح والمستثمرين والزوار، وجاء الخلف ليكمل المسيرة ويواصل الخطوات الجبارة لمزيد من التنمية والتطور من خلال استراتيجيات طموحة مدروسة بكل دقة بعقول وطنية مبدعة تطمح للارتقاء والتقدم وخلق فضاءات جديدة. ولم يكن الخلف في منحى عن سدة الحكم، فلقد تتلمذ على يد السلف وتشرب منه كل معاني القيادة والحكمة في إدارة شؤون البلاد والسياسة الخارجية والفهم العميق لمعطيات العصر والظروف التي تمر بها المنطقة والعالم العربي والإسلامي ككل والتأثيرات عليها من تلك الظروف. بقد صمدت قطر في وجه الكثير من التحديات، خاصة في المجال الاقتصادي، فلم تقع في ظل النكسة الاقتصادية التي مر بها العالم، بل اجتازتها بنجاح لأنها تملك مقومات قوية لتحافظ على اقتصادها قوياً صامداً. إن الاحتفال بهذا اليوم يمثل قيمة كبيرة للأجيال التي لابد أن تتشرب كل العادات والتقاليد العريقة المستمدة من الدين الإسلامي الحنيف وروح الحكمة والتأني في إدارة شؤون الحياة التي سار عليها حكام هذا البلد، وتعلموها من خلال تعاليم المؤسس رحمه الله وجعل مثواه الجنة، فلابد ألا يكون هذا الاحتفال بما أنفقناه من الأموال على تزيين السيارات والمنازل وإذاعة الأغاني الوطنية وتنظيم المسيرات طوال اليوم، والإتيان بأفعال تسيئ لهذا اليوم ولا تمثل روح الشباب التي تعلمناها من المؤسس ومن تبعه، بل أن نتعلم ويترسخ في أذهاننا الكثير من أجل الوطن. فالوطن يحتاج إلى شباب متعلم قادر على العطاء والإبداع في مختلف المجالات والعمل كفريق عمل متكامل مع اخوانه من أجل خلق مجتمع خال من العاطلين والمتسكعين في المجمعات والشوارع، هادرين لأرواحهم وقدراتهم من خلال السرعة بالسيارات التي أزهقت الكثير من الأرواح الشابة التي كان الوطن بحاجة إليها. الوطن بحاجة إلى من يخدمه بكل إخلاص ويتقن العمل الذي يقوم به ويؤديه على أكمل وجه دون أدنى تكاسل ولا مبالاة ولا تلاعب، واضعاً نصب عينيه أنه وهو يؤدي العمل فإنه يرد الجميل للوطن الذي أعطاه ولم يبخل عليه بشيء وحقق له كل ما تمناه من علم وعمل وأهم من ذلك الأمن والأمان. فهنيئاً لقطر وقيادتها الحكيمة وشعبها هذا اليوم.. وهنيئاً لها بشباب مدرك لدوره الوطني في العلم والعمل.