15 سبتمبر 2025

تسجيل

"وئام تعود" وعشاء الرئيس رجالي

19 ديسمبر 2011

• لم ينقض شهر من الفعاليات العالمية لمناهضة العنف الأسري " المرأة والطفل " إلا وابنة السنوات الاربع " وئام " تختفي وبرفقتها شقيقها الاصغر وابن خالتها من أحد أحياء العاصمة السودانية ليجدها شاب تائهة بذات المكان الذي وجد فيه أخواها بمدينة امدرمان وبعد أحد عشر يوما، حليقة الرأس قالت في براءة الاطفال المسروقة في وضح النهار " حواء أجلستني في بيت شين وسقتني موية ساخنة وبليلة ". • هذه إحدى معاناة أسرة مقيمة بالدوحة خلال إجازتها السنوية ممنية النفس براحة بال وتمرق بتراب الوطن رغم ان التقارير تقول انه يئن تحت وطأة غلاء فاحش يعصر كبد المواطن الاغبش والعاطلين عن العمل، في بلد أراضيه صالحة للزراعة والصناعة وثروات حيوانية ومعدنية الخ،ولكن الدولة واحزاب المعارضة على السواء في صراع كراسي الوزارة المتمددة كأرجل الاخطبوط لا تنفع ولا تسمن من جوع، لا لأهلنا في الوطن ولا لمَن هاجر في بلاد الله الواسعة يمني النفس باستراحة محارب في إجازته ليرجع لمقر إقامته بهتك في النفس والجيب أولهما يصعب رتقه والثاني فالأرزاق بيد الله. • نقول لوالد الطفلة ولأمها سناء محجوب حمدا لله على سلامة وئام التي ما زالت فصول قصتها لم تكشف بعد.. ولكن مسلسل اختطاف الاطفال المرعب دخل كل بيت تزامنا واليوم العالمي لمناهضة العنف مما يحتم إعادة النظر في آليات معالجة جذور المشكلة " العطالة والفاقة ".. الأمهات غشاهم الخوف وكل طفل ما زال يحبو او يجلس على كراسي الدرس لا شك بات يرتجف من كل " حواء " كانت بالأمس تمسح دموعه او تناوله جرعة ماء في تكافل وتمازج إنساني عرفه المجتمع السوداني فالجار للجار والغريب مرحبا به من الصغير قبل الكبير.. ولو اقمنا لأم وئام الاحتفالات فماذا نقول لمَن سكنهم الخوف بربوع الخرطوم واطرافها وكيف للأمهات تربية جيل متعافى رصين وهو يلفه الخوف من تفشي ظواهر دخيلة عليه وهو اصلا تسكنه الهموم وتعتصره طاحونة الغلاء وقلة الحيلة!!. عشاء الرئيس رجالي وزيارات انتقائية • مَن يا ترى أراد لعشاء الرئيس السوداني بالسفارة بالدوحة امسية الثلاثاء ان يكون للرجال فقط.. أين ممثلة رابطة المرأة وأين مديرة مدرسة البنات ولماذا لم يخصص لقاء لعموم الجالية ليقول لهم رئيسهم لماذا خطفت وئام وشبيهاتها في قضايا باتت تقلق المضاجع وتقصر عنق الوطن:.. وليقول لهم ماذا ستفعل حكومة الجبهة العريضة بسبعة مستشارين وكوتة وزراء فاقت الثمانين رأسا بخصوص قائمة أطفال الشوارع المرتهلة.. وما هي إنجازات المعاد تعيينهم.. وليقول لهم أين وصلت مسارات وثيقة سلام دارفور المتعوب عليها بقطر لتسكن بأرض فاشر السلطان.. وماذا عن الفساد والإفساد المرهق لكاهل النفس البشرية فما بال المغترب الذي يدفع هو ايضا حصاد شقائه ليتوافر لأمه ولأشقائه وأعمامه قوت يومهم.. هل يا ترى ريع زكاواته المقطوعة بالمنشار من مداخيله المتراجعة بالاغتراب تذهب للفقراء والمساكين ومن شملتهم الاية الكريمة أم لغير مقاصدها لضعف الشفافية وتضارب المشروعات التنموية؟. • ماذا بخصوص بناء مدارس الجالية التي وضع حجر أساسها قبل نيف من السنوات في احتفالية مهيبة وما زال التلاميذ يتكدسون في مبان مؤجرة لا تصلح لا للتربية ولا للتعليم في وقت ابناء جيلهم بالمدارس المستقلة القطرية يرفلون في مباني قمة الابداع العمراني وتكاملية التجهيزات الحاسوبية والمختبرات الالكترونية لأن الدول المتحركة للأمام تستهدف بناء العنصر البشري: تعليمه تربيته رفاهيته وأمنه. • وإن تجاوزنا قيمة فاتورة العشاء المحظور نسائيا فلماذا لم يخصص جزء من الزيارات الرئاسية للمدارس للاطمئنان على المعلم والطالب.. او للمركز الثقافي الذي قدمته الدوحة على طبق من ذهب ليكون ماعونا للتفاعل ودولة المقر وما يعج بأركانها من فعل ثقافي رياضي علمي ومرجل ومتنفس للأسر السودانية فاذا بالعنكبوت يعشعش بالمبنى الحدادي مدادي، إحدى عشرة غرفة يجلس بها احيانا موظف فرد من كادر السفارة لا يهش ولا ينش والمتعطشون للثقافة تستضيفهم المؤسسات القطرية كمركز اصدقاء البيئة ونادى الجسرة الثقافى في فعالياتهم وعلى قلتها وهم مشكورون على ذلك. • ماذا لو اقتطعت سانحة من ساعات " العشاء الرجالي " ليزور فخامته القرية الرياضية عله يبث الروح في الفرق " الكرتونية البالونية " مسجلة صفرا في منافسات دورة الالعاب العربية لعلها تأتي بميدالية يتيمة تمسح وصمة العار عن جبين الرياضة او يصدر فخامته وبنظرة فاحصة قرارا في منهجية سفر الوفود وإعادة ترتيب الأولويات وقطع دابر " ماشى جاي لقطر ". • فيا سعادة السفير ياسر خضر استبشرنا بمقدمكم وبأطروحاتكم خيرا فلماذا أردتم " للريس ان يكون عشاؤه رجاليا "، في فاتحة أعمالكم بدولة تقدم ومع كل إشراقة يوم انموذجا يقول التقدم يتم بأرجل وأياد لا تؤطن لجنس دون الآخر.. ولا لبطانة دون الاخرى طالما الهدف بناء الاوطان ولماذا جعلتم من زيارات الريس انتقائية فان كانت زيارته لمدينة اللولؤة استجمامة من رهق المسؤوليات الجسام أما كان يمكن تحويل جولته بسوق واقف لمشروع توقيع اتفاقية توأمة مع أم درمان أعرق الاسواق التراثية السودانية وسامحونا ضاق صدرنا. همسة: نبارك بشارات الملتقى الاقتصادي القطري السوداني.. فقط نظفوا الأيادي وافسحوا للثوب النسائي ليسند العمامة.