11 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر.. مَن سطّر تاريخها؟

19 ديسمبر 2011

قد يحتفل البعض بالاستقلال تاريخا، وقد يحتفل البعض أيضا بانتهاء انتداب دولة أجنبية على إقليمها وهو أساس الانطلاق والتأسيس، ولكننا نحتفل جميعا في قطر باليوم الوطني الذي جعل من تأسيس دولة قطر تاريخا لها احتفاء بمؤسسها الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني آل ثاني، ولماذا التأسيس؟ جاء في كتاب المعالم الأساسية لتاريخ الخليج لأحمد العناني ان مفتاح السر في شخصية الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني هي: " متانة إيمانه بالله وبقدر الله وشجاعته فيما يقر رأيه فيه أنه الحق، وذكاؤه العجيب في تقييم المواقف بحيث إنه يعتبر صاحب الفضل الأول في قيام قطر كوحدة إقليمية متماسكة ربما لأول مرة منذ عدة قرون لا مجرد معبر ومرعى لقبائل شرقي الجزيرة العربية " ومن هنا ننطلق في الاحتفاء "قطر وحدة إقليمية وليست معبرا أو مرعى " وهذا ما نفخر به في قطر اليوم بشكل اكبر "صناعة التاريخ"، قطر التي نؤمن بأنها قوة غير تلك البسيطة التي تأسست بها دخلت ليس فقط التاريخ والجغرافيا بل الجيبوليتكس والاقتصاد والمعرفة ولا ضير ان ذكرنا انها سطرت حضارة في داخلها آخت في رؤيتها بين الأصالة والمعاصرة وسطرت مكانتها الدولية. حقيقة لن نستطيع في مقال واحد ان نحصي مناقب او ان نشيد قصائد او كلمات في حب قطر التي يعجز عنها المداد. ولكننا نطلق اليوم من حب عظيم لقطر وحب لقيادتها ولأن ذاك الشبل من ذاك الأسد فإننا نجدها حقا مناسبة لأن نعبر عما تجيش به قلوبنا لأمير دولة قطر حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي تعجز كلمات الشعب عن وصف حبهم له. ذلك الأمير الذي وجدنا نحن القطريين في تاريخ توليه بصدق بداية تأريخ جديد لحقبة جديدة من عمر قطر رفعتها إلى أعالي السماء وجعلت قطر والقطريين أعلاما يشار لهم بالبنان خصوصا وان نهضة قطر لم تبن على أقوال بل بنيت على أفعال وخطط طموحة عززت الإنسان القطري والإنسان في قطر بصفة عامة جنبا إلى جنب مع نهضة تعليمية وإعلامية وثقافية واقتصادية وعمرانية شاملة جعلت قطر محط أنظار العالم وربما موقع غبطة البعض بل وحسد البعض الآخر. لن نبالغ او لن نزيد على عدد من الكتاب الدوليين الذين وصفونا بأننا محظوظون.. والحظ حتما ليس في بقعة جغرافية نفطية يعيش فيها المرء لأن من نعتونا بالحظ ومن قابلونا في الغرب وتمنوا ان يعيشوا في قطر أو أن يعملوا في قطر او يزوروا قطر، يعيشون مثلنا أيضا في بقع جغرافية أغنى من قطر طبيعة وربما أكثر منها حظا في الثروات ولكننا حقا محظوظون فيمَن حول قطر إلى نعيم للجميع وفي العقلية الواعية المتقدة والمثقفة التي حولت هبة الطبيعة فيها إلى لبنات حضارية ساهمت في نهضة الوطن وتنمية أبنائه. إننا محظوظون كشعب بأن الله قد انبتنا في رحم قطر وان الله قد وهب لنا مَن كان أحدث إنجازاته ان اسس مؤخرا صرحا دينيا هو أكبر جامع في الدولة تحت مسمى الشيخ العالم الجليل محمد بن عبدالوهاب انطلاقا من مكانة الدعوة الإسلامية الرائدة ودور الشيخ في نشر مبادئ الدعوة الإسلامية الحنيفية الحقة. روح مؤسس قطر التي سطرتها كتب التاريخ وتقواه وورعه وفطنته ودبلوماسيته تجلت أكثر في ما تشهده قطر اليوم.. وملامح القيادة انسحبت على ابناء جاسم بن محمد واحفاده وقد ينبغ ابن اكثر من غيره كما هو الحال في علم الجينات والخصائص الوراثية فإننا نفخر بحمد أميرا ونفخر به قائدا ونفخر به قياديا محنكا ونفخر به أبا ونفخر به زعميا ورمزا دوليا بارزا الذي لم يسهر الخلق جراه فقط تحليلا وكتابة وايمانا بقدراته وذكائه في جعل قطر وحدة اقليمية ووسيطا دبلوماسيا ولا لاعبا سياسيا مهما على مستوى عالمي فحسب، بل سهر البعض في تحليل سياسي آخر إلى الحد الذي جعل ايلي افيدار، ممثل إسرائيل في قطر سابقا، رئيس منتدى الشرق الأوسط الحكيم حاليا، ىصفه في صحيفة "إسرائيل اليوم" في 7 فبراير 2011: "هذا هو الرجل الذي يخافه العرب. حاكم إمارة صغيرة في الخليج، قطر، نجح في السنوات الأخيرة في إحداث ثورة حقيقية، بكل معنى الكلمة، حمد بن خليفة، أمير قطر". ونحن نقول لهم المحبة مهابة.. لأن المحبوب يتكاتف الناس حوله.. فلا ضير فيمَن يهاب حبه حتى الاحتفال بقطر اليوم ومشاركة إخواننا أهل الخليج لنا بأعلامهم وخروجنا جميعا آباء وامهات واطفالا بقلب واحد ولون واحد وبلسان واحد ليست فقط نتاج الوطنية لان الوطنية تجري في الانسان مجرى الدم ولكن لم يكن لها ان تتسم بهذه الروح من الإخاء والوحدة والتماسك إلا بروح قائد وحد ومجد وطنه ومجد شعبه ومجد حقوق أمته ودافع عنها وحماها فكان حقا وجديرا بهم أن يغدقوا عليه هذا الحب في يوم وطنهم كما هو حبهم لوطنهم. إن صناعة التاريخ وشق اسم الوطن في عباب السماء كنقشه في الحجر اما وقد تحقق الاثنان اليوم بأنامل حمد فهنيئا لنا بيوم الولاء والعزة وهنيئا لنا جميعا بقائدنا الذي لم يرض أن تعدّ قطر مجرد معبر حدودي بري أو بحري او جوي في بقعة جغرافية ساحلية على ضفاف الخليج، بل استلهم الماضي وأسس لقطر حاضرا زاهرا، ورسم برؤية المحنك مستقبلا واعدا لها. فحق لنا أن نحتفي بحب وطن وحب قائد لم يصنعْهُ التاريخ ُبل صنعَ تاريخا.. وهذا معيار الخلود. كاتبة وإعلامية قطرية Twitter: @medad_alqalam medad_alqalam @ yahoo.com