15 سبتمبر 2025
تسجيليعد ملف الأسرى الفلسطينيين من أهم الملفات الحاضرة على طاولة التفاوض مع العدو الإسرائيلي المحتل، سيما بعد السابع من أكتوبر للعام الجاري، هذا اليوم الذي مُرغ فيه أنف العدو الإسرائيلي المحتل، والذي كانت إحدى نتائجه قيام حركة المقاومة الإسلامية «حماس» بأسر 200 أسير، الأمر الذي أصاب حكومة «النتن-ياهو» بالجنون، وجعلها أكثر إصراراً لزيادة عدد الأسرى الفلسطينيين لديها وخاصة من النساء، حيث وثقت عدة مؤسسات أسرى فلسطينية كهيئة شؤون الأسرى، ونادي الأسير الفلسطينية وغيرها، بأسر (2070) حالة في الضفة الغربية بما فيها القدس خلال أكتوبر 2023 من بينها (145) طفلًا، وأكثر من (55) من النساء. إلا أنَّ التحول الأبرز والذي كان مكشوفا للمؤسسات المعنية بشؤون الأسرى الفلسطينيين هو التصاعد الكبير في جريمة الاعتقال الإداريّ، حيث أصدر الاحتلال خلال شهر أكتوبر (1034) أمر اعتقال إداريّ، من بينها (904) أوامر اعتقال إداري جديد، و(130) أمر تجديد، وما يزيد الأمر تعقيداً هي ظروف الاعتقال والأسر التي يوضع فيها الأسرى الفلسطينيون، لاسيما الأسيرات الفلسطينيات اللائي يتعمد الاحتلال امتهان كرامتهن، وخصوصياتهن، إذ تعد زنازين الاعتقال والأسر الإسرائيلية خارجة عن التصنيف لما تتبعه من سبل إجرام ووحشية بحق الأسرى الفلسطينيين مستخدمة كل ما ينافي القانون الدولي الإنساني، وتعد تجربة الاعتقال في سجون الاحتلال منذ عام 1967 «بأنها» فريدة ولا مثيل لها، وأنَّ سجون الاحتلال من بين الأسوأ في العالم» بالاستناد إلى أستاذ القانون الدولي في الجامعات الفلسطينية في غزة د. محمد عزيز عند تقييمه لحال المعتقلين والأسرى الفلسطينيين بناء على شهاداتهم، سيما وأنَّ العدو يمارس 5 انتهاكات أساسية يتعرض لها الأسير الفلسطيني، تتعلق بالرعاية الصحية، المأكل والمشرب، زيارة الأهل، المراسلات البريدية والقمع والتعذيب بأشكاله المادية والمعنوية. ..ويضاف إلى صنوف التعذيب التي طرحت سابقا، هو ما تواجهه الأسيرات الفلسطينيات، فالأمر يعد أكثر تعقيداً ورعباً لذويهن، خاصة وأنَّ تعذيب الأسيرات لا يتوقف عند تعذيبهن جسدياً أو معنوياً، وتهديدهن بالاغتصاب لاستنطاقهن والإدلاء بأي معلومة يعتقدون أنها ستخدمهم أو ستقدمهم خطوة على صاحب الأرض، وتعد شهادات عدد من الأسيرات الـ36 في سجن الدامون المفرج عنهن، تسنيم القاضي، سماح جرادات، شذى حسن، ولمى خاطر، اللائي أكدن في تقرير مصور كيف تم اقتيادهن لهذا السجن بأعين معصوبة وأيد مكبلة، وتم احتجازهن تمهيدا لمرحلة التحقيق، مشيرات إلى أنَّ الزنزانة على سوء وضعها جرَّاء الروائح النتنة المنبعثة من فوهات الصرف الصحي، وبرودة جدرانها الأسمنتية، تعد المتنفس الوحيد لهنَّ بعد ساعات من التحقيق المتواصل والمذل الذي قد يصل إلى 20 ساعة متواصلة، إذ يستحضر الاحتلال كل ما يمكن من ضغوط عليهن ليوظفها في انتزاع اعترافات منهن، من شبحهن لساعات طويلة، وحرمانهن من النوم أياما حتى يصلن لحالة من الهذيان، فضلا عن التفتيش العاري، ومنعهن من قضاء حاجتهن لساعات، كما لا يسمح لهن بالصلاة إلا على كرسي الشبح ولا يتوقف الصراخ الهستيري عليهن، فضلا عن التحرش المباشر من قبل المحققين، كما يتم استخدام آلة تعذيب تسمى «البوسطة» كراسيها من حديد تأكل من عظام الأسيرات اللائي ينقلن بها من الزنازين إلى المحاكم بسرعة تصفها الأسيرات المحررات بالجنونية وهن معصوبات الأعين، وخلال نقلهن بها يمنعن من ارتداء الحجاب، فضلا عن منعهن من لقاء محاميهن، وتعد صنوف التعذيب هذه نقطة في بحر الأهوال التي تحياها الأسيرات. ويعد سجن الدامون (كان اسطبلا للخيل في عهد الانتداب البريطاني، يقع شمال فلسطين المحتلة، إلا أنه اليوم تحتجز فيه الأسيرات الفلسطينيات) واحدا من عدد من السجون التي يتخذها الاحتلال ورقة ضغط على حركات المقاومة الفلسطينية بكافة فصائلها،، وتجاوزاً وانتهاكاً للقانون الدولي لجأ الاحتلال إلى اعتقال العديد من الشخصيات الوطنية وأبناء المقاومة الفلسطينية وزج بهم في سجونه ومعسكرات اعتقالاته. لهذه اللحظة تماطل حكومة «النتن-ياهو» بالوصول إلى اتفاق لإبرام صفقة لإطلاق سراح الأسرى، إذ عرضت حماس على العدو الإسرائيلي هدنة لعدة أيام وإدخال الوقود والغذاء إلى غزة والإفراج عن أسرى من السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق عدد من الأسرى الإسرائيليين ممن يحملون جنسيات أجنبية، إلا أنَّ إسرائيل تعمد لتطويل أمد الحرب على قطاع غزة لمزيد من الممارسات الوحشية ولتسويق فكرة أنَّ جيشهم وأرتالهم العسكرية باتت أقرب لتحرير ما أسموه بـ «المختطفين» لدى «حماس»، إذ قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي الجمعة الماضي «إنه لا توجد صفقة لتبادل الأسرى»، بهدف قطع الطريق على المقاومة الفلسطينية في الدخول بصفقة لتبادل الأسرى التي تحدث عنها مرات عدة أبو عبيدة الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام، بيد أن وكالة رويترز نقلت عن مسؤول فلسطيني أن حركة حماس علقت المفاوضات بشأن الأسرى بعد تصرفات الجيش الإسرائيلي في مجمع الشفاء الطبي.