11 سبتمبر 2025

تسجيل

المسؤوليـة لا المساءلة !

19 نوفمبر 2020

كان يجب ونحن نرى أوروبا وكثير من الدول تعود للمربع الأول للإجراءات الاحترازية لتجنب الإصابة بكوفيد 19 أو الحد من انتشاره أن تجدد الدولة تحذيراتها لكافة المواطنين والمقيمين بعدم التساهل في التقيد بكل إجراء ترى وزارتا الصحة والداخلية أنه سيسهم بلاشك في وقف انتشار هذا الوباء الذي أفقدنا حتى الآن ما يزيد عن مائتي روح كانوا يمثلون لعوائلهم الشيء الكثير، لكن الفيروس والذي يحصد حتى اليوم ما يزيد عن مليون شخص ويصيب الملايين ولايزال يشمر عن ساعده ليصيب ويقتل المزيد لا يعرف حدود دول ولا تضاريس القارات ولا اختلاف الأجواء ولا مد البحر أو جزره، فهو ينتشر ليصيب ويثقل ويقتل أي شخص مهما كان وحيثما كان، ولذا فإننا نسمع اليوم عن حالات ترصد لكل مخالف وقبض لكل مساهم بطريقة ما في انتشار هذا الفيروس بصورته التي يراها آمنة ويراها المعنيون مستهترة لا مبالية وتعد جريمة في التعمد بنشر مرض معدٍ في أوساط المجتمع. وعليه فالنيابة العامة أمام ما يقارب من 500 شخص تم رصدهم في مخالفات واضحة إما بالتهاون في لبس الكمام في الأماكن العامة والسيارات وأماكن العمل والتسوق أو بمخالفة القانون الذي يحد من عدد الذين يستقلون السيارة الواحدة بعدد أربعة أشخاص كحد أقصى ما لم يكونوا من أفراد العائلة الواحدة وإلزامية لبس الكمام الواقي للجميع وفي كل الحالات. فهل كانت إساءة الأدب في الالتزام بما هو في صالحنا الشخصي وصالح مجتمعنا وبيوتنا والاستهتار مدعاة للأمان من العقاب الذي أؤكد لكم أنه سيطال الجميع ما لم يكن بعض من هذا الجميع ملتزم بإجراءات الوقاية التي لا يمكن أن يتساهل أحد معها حتى مع ظهور الأخبار المبشرة ببدء تلقي اللقاح الأميركي الألماني المشترك الذي قال عنه مخترعه الألماني التركي الأصل أوزغين شاهين أنه لن تكون له فاعلية تصل إلى 90% كما يُروج له ولكن يمكن أن تصل النسبة إلى 50% فقط ولن تظهر هذه النتائج الطيبة، إلا على بداية الشتاء القادم في السنة المقبلة بإذن الله وسيبقى لدينا هذا الشتاء والصيف لنكمل معركتنا الحامية معه، ولن يتأتى كل هذا إلا بتضافر جهود المجتمع مع الجهات والمؤسسات والمسؤولين مع رعيتهم في البيت والعمل، فالأمر لا يعد مزحة حتى وإن جاءت الإحصائيات اليومية التي تصدرها وزارة الصحة في انخفاض معدل الإصابة وتراوح أعداد المتعافين بصورة يومية إلا أنه لا يزال هناك من يدخل غرف العناية المركزة بصفة يومية وهناك عدد الوفيات تتزايد وإن كان ببطء لكن لا تزال هناك بيوت تفقد لها من أحبتها ما لا نشعر به من حزنهم عليهم وهذا كاف جدا لنوقف تصاعد الأرقام وأعداد الوفيات والحالات الحرجة، وهو أمر بالمناسبة ليس اختياريا كما يظن الكثيرون، لكنه إجباري لأنك لا تعيش في مجتمع بمفردك ولا تتقاسم الحياة مع ظلك، ولكنك جزء من مجتمع وهذا المجتمع يتحصن بدولة وهذه الدولة جزء من منطقة إقليمية تأخذ حيزا من عالم كبير يجوبه الوباء بحرية وشراسة دون أن توقفه مطارات وتأشيرات دخول وختم جواز واستقبال ومسكن. فاحذروا أن تتساهلوا باعتقاد مريض يجعلكم تتخيلون أنكم في مأمن عن العدوى أو بمعزل عنها وأن اللقاح هو دواء سحري يمكن أن يجعل من كوفيد 19 ماضياً كئيباً (ينعاد ولا ينذكر) كما هو الدارج في لغتنا العامية، فالأمر قد يطول أكثر مما ينبغي له ونحن يجب أن نتوقع الأسوأ لنتقيد بالأضمن الذي سيمنع عنا بإذن الله هذا الأسوأ غير المرغوب به. فكونوا على قدر المسؤولية التي تجعلكم في محل التقدير ولا تكونوا في محل المساءلة التي تقودكم إلى التبرير الذي لا ينفع !. [email protected]@ ebtesam777@