12 سبتمبر 2025
تسجيلبتاريخ 5 يونيو 2017م، فرضت السعودية، الإمارات، البحرين ومصر حصاراً على دولة قطر بتهمة دعم الإرهاب وكان الهدف الرئيسي هو خنق الاقتصاد القطري، أما الأهداف الثانوية فتمثلت في فرض عزلة دولية على قطر، إسكات قناة الجزيرة القطرية وإفشال مجهودات قطر لتنظيم كأس العالم لعام 2022، وانهمك إعلام دول الحصار في نشر صور الرفوف القطرية الخالية من حليب المراعي السعودي وذلك على سبيل التشفي والإيحاء بأن قطر سترفع الراية البيضاء قريباً وتستسلم لجميع شروطها بما في ذلك تلك الشروط الماسة بالسيادة القطرية وذلك بسبب فعالية جدار الحصار! منذ تاريخ بدء الحصار، أخذت الثقوب في جدار الحصار تتعدد وتتكاثر وتتسع إلى درجة أن كل دول العالم، بما في ذلك دول المقاطعة والحصار نفسها، قد أيقنت أن جدار الحصار قد فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق جميع أهدافه وأنه أفرز نتائج عكسية حققت المصلحة العليا لدولة قطر! ظهر الثقب الأول في جدار الحصار بعد فرض الحصار مباشرةً، فقد امتلأت رفوف المتاجر القطرية بالحليب الإنجليزي، التركي، والإيراني، وبسلع تجارية مختلفة من الكويت وسلطنة عمان، ثم اتسع هذا الثقب بعد أن استفادت الشركات القطرية من التشريعات المشجعة للاستثمار المحلي، وظهرت منتجات قطرية كثيرة تحمل شعار «صنع في دولة قطر» واحتل حليب بلدنا وزيت عباد الشمس الديرة مكانهما في واجهات المتاجر القطرية، وازداد اتساع هذا الثقب بافتتاح ميناء حمد الدولي، إبرام الكثير من الاتفاقيات التجارية بين قطر ومختلف دول العالم، وقيام قطر بإصدار قانون المناطق الحرة الاستثمارية، والذي أدى لجذب الاستثمارات الأجنبية وتوفير المنتجات المختلفة بأسعار معقولة بسبب حوافز الإعفاءات الضريبية وحرية تحديد الأسعار والأرباح وفقاً لقانون العرض والطلب، ولعل ذلك هو ما دفع صندوق النقد الدولي للإعلان بأن الاقتصاد القطري يشهد نموّاً رغم استمرار الحصار وأن إجمالي الناتج المحلّي القطري يتوقّع أن يزيد عن 3% في العام المقبل وهو نفس السبب الذي دفع السعودية للإقرار بأن الاقتصاد القطري قوي في الوقت الراهن وستتعاظم قوته في السنوات القليلة القادمة! ثم ظهرت عدة ثقوب كبيرة في جدار الحصار وأخذت تتسع يوماً بعد يوم وذلك بسبب عوامل دولية مختلفة، فهناك ضغط أمريكي متصاعد لإنهاء الأزمة الخليجية بغرض إنشاء حلف جديد، هناك تحالفات عسكرية إقليمية ودولية متينة نشأت بين دولة قطر ودول أخرى بفضل نشاط الدبلوماسية القطرية، هناك رأي عام عالمي غاضب زودته قناة الجزيرة القطرية بالنتائج الكارثية للحرب اليمنية والملابسات الشنيعة لجريمة اغتيال المعارض السعودي جمال خاشقجي في تركيا وساهمت في حشده لصالح قطر ونقلت تهمة دعم الإرهاب إلى ساحة دول الحصار! الآن، ثبت أكثر من أي وقت مضى أن جدار الحصار المتداعي قد سقط أو أوشك على السقوط وأن وجوده أو عدمه يتساويان في انعدام الفعالية، وهناك تسريبات حول زيارات سرية لبعض مسؤولي دول الحصار للدوحة بغرض حل الأزمة الخليجية، الآن، ثبت أن تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط سيتم فقط عبر الإعلان الرسمي عن إنهاء الحصار، والسعي الجاد لإنهاء الحرب اليمنية، حل الخلاف السني الشيعي، وحل النزاع العربي الإسرائيلي عبر المفاوضات السلمية وليس عبر خنق اقتصاد هذه الدولة أو تلك أو خنق هذا المعارض أو ذاك!