23 سبتمبر 2025
تسجيلسؤال أعتقد أنه يدور في خُلد الجميع دون وجود إجابة . فالمعنيون بالرّد من أهل الساسة والفكر والثقافة في عزلة تامة، يخططون وينفذون حسب أهوائهم ومصالحهم بعيداً عن مصلحة العامة ، والآخر منهم يقبع في سجون الظلم والجبروت خُرست ألسنتهم عن قول الحق ومعالجة الخلل بسياط وأسوار الحكومات الجائرة . لذلك فالإجابة على ما يحدث في المنطقة معلقة تُفسرها منصات التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية فقط التي اختلطت بأفكار وثقافات متعددة كل يطفو برأيه وفكره وتوقعاته ، وبمذهبه وعقيدته ، وما يُؤْمِن به ، وما يملى عليه من ساساته لتغذية مصالحهم الدنيوية، ومصلحة حلفائهم ، وكل يدلي بما كان وبما يتوقع ، وليس بما سيكون لأن المستقبل بيد الله الذي إذا أراد لشئ أن يقول له كن فيكون . ما يجري لنا هو تدبير محكم من الله نتيجة الانحراف عن تعاليمه وأوامره ، والاتجاه نحو المؤشر الدنيوي نحركه حسب أهوائنا وأفكارنا وحسب مايمليه الحلفاء والأعداء على ساستنا وأولياء أمورنا تجاه الآخر وضد الآخر . قال تعالى : * في سورة القصص " وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ " (50).. ما الذي يحدث ؟ ...... حصار جائر لدولة شقيقة " قطر " ومعه قطعت العلاقات الأسرية وصلة الرحم ،والتواصل مع بيت الله وتأدية فريضته ، و مازال مستمرا لرفض الدول الأربع " الحوار ". الذي هو أساس التعامل مع الآخر ، تنفيذا لقوله تعالى : "وجادلهم بالتي هي أحسن " لرأب الصدع بين الفرقاء ، مازالت قطر ثابتة وصامدة ، وحصار آخر لدولة عربية مجاورة " اليمن" ؛ وإغلاق المنافذ من حولها لا دواء ولا غذاء ولا طيران ولا شحنات مساعدات لشعب يعيش مأساة تروى فصولها يوميات حرب طاحنة بين الفرقاء في الداخل، وبصواريخ ومدافع قوات التحالف الجائرة ، والكل فيها خاسر 130طفلاً يموتون يوميا حسب ما صرّحت به منظمة "أنقذوا أطفال العالم " من الجوع والكوليرا دون أن تمس تلك الكارثة الإنسانية أنمُلة من مشاعر الساسة من دول التحالف ، ودون الاستجابة لمطالب الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الإنسانية لرفع الحصار، قبل أن تحّل كارثة إنسانية ويسقط الملايين من الضحايا لتكون هي الأضخم والأسوأ مجاعة منذ عقود .. ثم تنسيق لدول الحصار مع حكومة الكيان الصهيوني وتطبيع ممنهج علنّي كامل تغذيها المصالح دون التفكر بأثر ذلك على القضية الفلسطينية والتي بدأت بوادرها بوضوح الآن على أرض المملكة العربية السعودية ناسفة مبادرة الملك عبد الله عبدالعزيز رحمه الله التي أعلنها في بيروت عام 2002 من أجل القضية الفلسطينية والحفاظ عَلى حقوق الفلسطينيين ، وقد سبقه الملك فيصل بن عبدالعزيز الذي حمل هَمّ القضية الفلسطينية ، لإيمانه بأنها تُمثّل بُعداً إسلامياً في مبدأين : الأهمية الدينية القصوى للمسجد الأقصى ، وضرورة حماية الثقافة والوجود الإسلامي في فلسطين . ولا يغيب ماقاله كاتب إسرائيلي في مقالة بعنوان " المبالغة السعودية " في صحيفة هاآرتس " "الرياض باعت الفلسطينيين بثمن بخس ، وولي العهد يطلق النار في كل الاتجاهات ، وأشار فيه إلى ما يُعرف بصفقة القرن .،،. وهناك علماء ودعاة وكُتَّاب ومفكرون وضعوا في السجون والمعتقلات السياسية. والفكرية في دولهم لكلمة حق رفعوا شعارها وسط رياح هوجاء لقرارات صدرت من ساساتهم في دول الحصار" زعزت أمن دولهم وأمن المنطقة كما شوّهت علاقاتهم مع أشقائهم ،،،، هناك إيقاف وحجز لممتلكات خاصة لأمراء ووزراء ورجال أعمال في المملكة العربية السعودية، واحتجاز لأصحابها وإيقافهم وتجميد أرصدتهم بحجة القضاء على الفساد واستغلال النفوذ والسلطة والتشهير بهم ،، وهناك إعلام سافل وأغانٍ مبتذلة ضد دولة قطر صيغت كلماتها نفوس حاقدة وحاسدة ، وعقول عقيمة لاترى إلا بمنظار ساستها وتوجهاتهم الخاطئة. بدأت " علّم قطر " وانتهت " بأغنية قولوا لقطر " ؛ وهناك دسائس وخيانات وأكاذيب اتسعت هوتها وفضحت أمُرها مع الحصار الجائر على دولة قطر وغيرها من الخزعبلات السياسية والهوس السياسي التي صدرت وتصدر من دول الحصار الأربع ، لبنان نموذج لهوس سياسّي ونرجسية ذاتية ،دون الوعي بالنتائج والآثار السلبية الوخيمة مستقبلا على جميع الأطراف المتنازعة وشعوبها، حقا مايحدث، بأياد عربية وصناعة عربية وفكر عربي ، وأموال عربية . تدّعمها الدول المعادية وحلفاؤها للدول العربية والإسلامية التي ترقص على جراحنا ، وتتفرج على تفرقنا ، سوريا والعراق واليمن نموذج لحروب عربية عربية خاسرة وفاشلة بأطراف ودعم خارجي ولم تتعافى من آثارها إلى الآن بل ازدادت بؤسا ودمارا. .... هذا ما يحدث في منطقتنا الخليجية والعربية مع بداية الحصار الجائر على دولة قطر وافتعال الأزمة ، دون وجود رؤى واضحة للانتهاء منها، ودون وجود إجابة لنهايتها وأبعادها ، في خضم المفاجآت والأحداث المتسارعة والتي يغلب على بعضها صوت العقل في ضرورة الحوار وضرورة التعايش السلمي ، وبعضها تخضع لهوس وجنون سياسي والتمادي في الطغيان وإشعال فتيل الصراعات والحروب ، ولكن إرادة الشعوب الخليجية وما وصلت إليه من وعيّ سياسّي وفكرّي ،لم يعد بمقدور الإعلام الرّسمي من توجيه الرأي العام، وفق رؤى وقوالب محددة تملي عليه من صناع القرار ، حصار قطر الجائر يعد نموذجا لاستنفار ورفض الرأي العام الشعبي الخليّجي سياسيا واجتماعيا وإعلاميا ، والتي اكتشف أغلبها أن حصار قطر خطة ممنهجة أمريكية ، فعلّت مع مشروع ترامب الجديد ،الذي هدفه نهب واستنزاف الثروات المادية ، وتسيير عملية التطبيع مع إسرائيل ، ودحض المقاومة والقضاء عليها ، والقبول بمشروع الشرق الأوسط الجديد ، ولكن إلى متى؟.. ومتى ينتهي؟ هذا الزحف من الصراعات والنزاعات ، كفانا مايحدث ، ولكن نأمل من الله سبحانه أن ما سيحدث سيكون الأفضل والأحسن من الأمان والاستقرار بإن الله لخليجنا وللأمة العربية والإسلامية ، وصدق الله " وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا".