27 أكتوبر 2025
تسجيلمنذ فترة، كنت أتابع مقالات نشرت على عدة مواقع في التواصل الاجتماعي تكشف حقيقة التمويل الذي تتلقاه جماعة الحوثي في اليمن، وبالتحديد حول خلايا الدعم المالي لميليشيا الحوثي في السعودية، وأوردت تلك المقالاتُ معلوماتٍ مريبةً عن الأيادي الخفية وراء هذا الدعم وإبعاده وأهدافه، وهو ما لم يخطر على بال أحد، واعتبره إجابة على التساؤل الذي يطرحه العامة والخاصة عن عظم حجم الإيرادات التي تصل للحوثيين وتدعم صمودهم أمام القوات الشرعية طوال الشهور الطويلة التي خاضتها في تلك المعارك الطاحنة، ليحسم في الأخير سيطرة الشرعية على الوضع وإعادة الأمان للشعب اليمني على كل أراضيه. المعلومات الخطيرة والمفاجأة حول أهداف وغايات الدعم، هي ما كشف عنه بعض العارفين ببواطن الأمور على تلك المواقع المعروفة للكثيرين من أصحاب الرأي العام من الجماهير المهتمة بهذا الشأن، وكانت أخطر صدمة في تلك المعلومات بروز اسم عائلة المغربي المعروفة في السعودية. لقد قيل عن عائلة المغربي أنها تنتمي لبقايا أسرة الأدارسة أصحاب إمارة الأدارسة في عسير وجازان، وآلت إلى الدولة السعودية عام 1925، وقد كان حلم العودة إلى السلطة يراود بقايا عائلة المغربي، خاصة الأثرياء منهم، ووجدت عائلة السادة المغربي ضالتهم في ميليشيا الحوثي التي تربطهم علاقات قديمة مع مؤسسها من خلال زيارات متكررة لقياداتهم إلى صعدة وتقديم الأموال لهم لتأسيس مدارس خاصة بتعليم الشباب أصول المذهب الإثنى عشري الإيراني. نحن لا نذيع سرا إذا أيقنا أن هناك مصالح متشابكة للإطاحة باليمن في براثن جماعة الحوثيين وأتباعهم الساعين للسيطرة على هذه الدولة العربية المتاخمة لحدودنا، والتي رضينا بها بلدا ينضوي تحت مظلتنا الأم /مجلس التعاون لدول الخليج العربية/، فلماذ التستر تحت الظل، والجماعة يعملون على المكشوف، الأدلة التي تريدونها يا إخوان واضحة وضوح الشمس، وتعرفون من يقوم بتوفير مصالحهم في مناطق مشتعلة في اليمن، ويوفرون منازل ومحلات ومصانع ومخازن لصالح مليشيا الحوثي لتخزين الأسلحة فيها وتحويل الدواوين لاحتضان اجتماعات قيادة الميليشيا، وهذا معروف وليس خافيا على أحد. جاء وصول الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى مدينة عدن أمس متزامنا مع المكاسب الهائلة التي حققتها قوات التحالف العربي والقوات الموالية للشرعية في مدينة تعز والمدن المحررة الأخرى، عودة الرئيس هادي إلى اليمن بالنسبة لليمنيين لها رمزيتها لإضفاء المزيد من الزخم بعودة الشرعية للبلاد وإعادة ترتيب البيت اليمني من خلال استئناف أعمال المؤسسات الحكومية والإشراف على إعادة الإعمار للبنية التحتية للمناطق التي حررتها القوات الموالية للشرعية. عودة الرئيس هادي لممارسة سلطاته كرئيس منتخب لليمن من عدن قد وضعت حدًا للانقلاب الحوثي الذي جعل من صنعاء مدينة محتلة من قبل ميليشيات مسلحة ذات طابع طائفي اغتصبت السلطة بالقوة وقوضت الدولة بجميع مؤسساتها السيادية والتنفيذية والتشريعية . تعد زيارة هادي الثانية بعد تحرير عدن خلال الأشهر الماضية، ونتمنى أن تكون الزيارة الثابتة لعودة اليمن لممارسة حقها في الاستقرار والحياة، هي زيارة تعني اندحارا لأي مشروع لجماعة الحوثي وغيرهم، والأهم دعما للشرعية في اليمن. وسلامتكم