12 سبتمبر 2025
تسجيلالفشل يظل ويبقى تجارب تجبرك على السير نحو الطريق الصحيح الذي يسره لك الله وهو بذلك نقطة بداية وكنت قلت إن علينا ألا نجعل من المحاولة الفاشلة نهاية بل هي بداية وهذه ثقافة لابد من تعلمها وتأصيلها في كل جيل لكي يعلم كيف يختار طريقه وأنه لن يستطيع أن يصل لما يريد تحقيقه إلا من خلال محاولاته الفاشلة وهذه حقيقة وليست فلسفة فكرية أسطرها هنا.ليعود كل منا لحياته وطريقه ومشواره وليتفكر قليلاً كيف وصل لما وصل سواء كان سلباً أو إيجاباً سيجد الإجابات متى ما تفكر بشكل صحيح ومن منظور الحكمة التي جاءت في حديث الرسول الكريم (اعملوا فكل ميسر لما خلق له) فهنا مربط الفرس في النجاح والفشل ولعلنا لو نظرنا من حولنا قليلاً لرأينا أمثلة عديدة فهذا طبيب لم ينجح في الطب ولكنه نجح في التجارة ، وذاك معلم لم ينجح في التعليم ولكنه نجح في الإعلام ، وهذا مهندس لم ينجح في المعمار ولكنه ينجح في التسويق ، فهذا أو ذاك أو ذلك تعلم ليكون طبيباً أو مدرساً أو مهندساً ولكنه لم يكن ميسراً له أن ينجح فنجح فيما يسر له والله يسخر لك هنا مالم يسخره لك هناك .فكل منا يملك مفتاح النجاح ولكن عليه أن يبحث عن الباب المناسب له فمن يملك مفتاح التجارة سيجد الأبواب تفتح له وسيجد من يساعده وسيسخر له الله كل ما يمكن لنجاحه وقس على ذلك بقيه الأعمال وقد تكون أنت أو أنا مفتاح نجاح سخرنا الله لهذا أو ذاك فما يجري على يديك قد لا يجري على يد غيرك وما يسخر لك لا يسخر لغيرك ؛ ةفالبركة لغة العمل والحكيم من يعي تلك المؤشرات فالله يقول (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ- نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا- وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا - وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) فالمطلوب منا أن نعمل ونكتشف ونخوض التجارب ونستلهم الأسباب لنختار الطريق الصحيح ونفهم فلسفة الحياة ولغتها ومؤشراتها فيوسف عليه السلام أصبح مسؤولاً عن خزائن مصر لأنه فسر حلماً لملك فكانت رؤيا الملك سبباً وملكة التفسير التي وهبها الله له مفتاحاً استطاع من خلاله أن يقنع الملك ليضعه على خزائن مصر فرزقه الله العزة بعد سنين العبودية والسجن.فكل منا وهبه الله ملكات يستطيع من خلالها أن يعمل وينجح ، وكل منا لابد أن يكتشف ملكاته ويعمل بها وصفاء النية في العمل مطلوب وهو أساس النجاح فإن كنت مسخراً لغيرك فا عمل بأمانة ووفاء وعليك أن تتقي الله في غيرك إن كان مسخراً لك وتذكروا قوله تعالى (فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم).