09 أكتوبر 2025

تسجيل

معا نتحاور مع من لا صوت لهم

19 نوفمبر 2013

بهدوء تام وبعيدا عن صخب المؤتمرات وفضول الإعلام بكل وسائله وبالأخص السمعية منها لملم المشاركون في المنتدى الدولي الأول للصم المسلمين الذي استضافته الدوحة خلال الفترة من 11 إلى 13 نوفمبر الجاري تحت شعار "معاً، نتحاور.. نرتقي" اوراقهم معتمدين بعد الله على وعي المجتمع لدورهم واهمية مشاركاتهم في الحياة بطريقتهم المبتكرة في التفاهم على قضايا العصر، محتفظين بآرائهم وعدم البوح بها للمستمعين الذين لا يدركون ما يدور بخلدهم، ولا يعرفون مشاعرهم واحاسيسهم وآراءهم فيما يدور حولهم من احداث ومآسي ونكبات تصل إلينا نحن المستمعين عبر الكثير من ادوات الاتصال المسموع، بينما هم لهم طريقتهم الخاصة في الفهم عبر تبادل معلومات الاشارة التي تحمل كل المعاني التي نسمعها وكثيرا لا ندركها. أميل لهذه الفئة من ذوي الإعاقة السمعية واقدِّر مشاركاتهم فيما يدور في محيطهم واصرارهم على فهم الواقع، والاندماج مع فئات المجتمع في قضاياهم وآمالهم وطموحاتهم، وهذا ما يدعونا إلى ان نثمن الجهود التي بذلتها دولة قطر لإنجاح هذا المنتدى الدولي، ونقدر دور المركز القطري الثقافي الاجتماعي للصم في سعيه للاعتناء بهذه الفئة والدفاع عن حقوقهم ودفعهم للعمل دون تمييز، وإلحاقهم بالبرامج التدريبية والتأهيلية لرفع مستواهم العلمي وزيادة خبراتهم. ما تميزت به مطالب المجتمعون في المؤتمر الإسلامي التركيز على لغة الاشارة التي اصبحت الوسيلة المثلى للتفاهم مع هذه الفئة، وصاروا يسمعون صوتنا بوضوع عبر هذه الوسيلة، التي انتشرت مؤخرا بشكل واسع في معظم الفضائيات العربية والعالمية، واصبحت الترجمة بلغة الإشارة المحلية سمة البرامج الإخبارية والبرامج التي تناقش قضايا الحياة، وهي تشعرنا بأن لنا متابعين من فئة خاصة نظن انهم لا يفهموننا، وهذا ما يدعونا إلى المطالبة بتوسعة مشاركاتهم في وسائط اخرى كسماع خطب الجمع والدروس الدينية في المساجد التي تخلو فعلا من هذه الفئة.   حققت مطالبة الصم احتضان دولة قطر للمنتدى الدولي الاول للصم المسلمين نجاحها كمنتدى تشاوري للصم من مختلف أنحاء العالم، وكانت قطر قد قادت باقتدار مشروع التطوير اللغوي الإشاري وأنجزت القواميس العربية من خلال تنظيم العديد من الورش العربية وبرعاية كاملة من الجامعة العربية والمنظمات والمؤسسات ذات الصلة، الإنجاز المفخرة بإخراج قطر للقاموس الإشاري الإسلامي اخذ صبغة عالمية في الانتشار والاهمية، وبه تحققت رغبة الصم المسلمين لعقد لقائهم في الدوحة، وهذا بحد ذاته يعد من اهم فوائد الملتقى. وسلامتكم