15 سبتمبر 2025
تسجيلما يجعل قطر تنجح هذا النجاح الباهر في صناعة الرياضة ومن ثم تحويلها لسياحة ومن ثم تصبح الدوحة عاصمة كروية ورياضية معروفة على مستوى العالم.. وبعد هذا كله تستطيع أن تثبت كل ذلك من خلال استضافة البطولات العالمية في شتى المجالات الرياضية، والتي كان آخرها وأهمها والتي يسطرها التاريخ لقطر وعاصمتها الدوحة: استضافة كأس العالم 2022م. قلت: ما يجعل قطر تصل لكل هذا هو أن هناك توجهاً واستراتيجية لدولة تعمل على دعم وإنجاح هذه الاستراتيجية الرياضية التي عندما أنظر لها بشكل دقيق لا أراها استراتيجية رياضية فقط، بل هي أي (الرياضة) استطاعت الدولة أن تجعلها البوابة لكل عمل تنموي يخص المجتمع ويتعلق بالمواطن بل إن ذلك الربط هو النجاح الحقيقي والذكاء الاستراتيجي لبناء تنمية حديثة، من خلال منظومة عمل تتصل بكافة وسائل التنمية الحضارية، سواء كانت بنية تحتية أو رؤية مجتمعية أو ثقافية أوسياحية أوسياسية، كل ذلك كان ينطلق من خلال رؤية رياضية واضحة ومعلنة؛ الكل يعمل عليها وينظر لها ولبعدها ولما ستحققه.. فعندما تكون هناك عقول تعمل من أجل الوطن، ومجتمع يعي أهمية تلك الرؤية والاستراتيجية والكل يسعى للنجاح وتحقيق ذلك، فلاشك أن النجاح والتوفيق سيكون حليفهم. ( صناعة الرياضة) قلتها سابقاً استطاعت قطر أن تكون مثالاً تاريخياً لمفهومها، ولابد أن تُكتب هذه التجربة من بدايتها وتدرس تحت عنوان: "صناعة الرياضة بداية وتاريخ" لأن ثورة الرياضة القطرية وفي شتى مجالات الرياضة من الصعب أن تمر مرور الكرام خاصة في ظل مجتمع استطاع أن يتكيف ويبني ويفهم ماذا تعني الرياضة في سنوات معدودات، بل ويحقق الكثير من المنجزات الحقيقية على مستوى العالم، وكيف جعلنا من الرياضة سبباً في بناء المستشفيات والمطارات والفنادق وتطوير البنى التحتية من شوارع وأحياء وملاعب وحدائق ومرافق عامة هنا وهناك.. وغيرها الكثير والكثير بل كيف جعلت سياحة تجذب كافة الأجناس والأعراق؟ وكيف تعمل المؤسسات الرياضية في الغوص داخل المجتمع القطري وفي الوقت ذاته تنتشر على المستوى الدولي؟. وعندما أكدت في مقال سابق أهمية التخطيط والرؤية الشاملة وأهمية الاعلان عنها فهنا لابد أن أضرب المثال العالمي برؤية قطر الرياضية واستراتيجيتها المعلنة التي من خلالها استطاعت أن تحقق الكثير من النجاحات التي يلمسها كل مواطن قطري اليوم، ويعزز من مبدأ المصداقية والشفافية. اليوم أتمنى من المؤسسة الرياضية القطرية وخاصة اللجنة الأولمبية القطرية بالتعاون مع القطاع التعليمي العام والعالي أن تسعى لوضع موسوعة شاملة باسم صناعة الرياضة في قطر يتم تحديثها في كل عام، وتشرح فيها كيف استطاعت قطر أن تجعل من الرياضة سبباً لتكون قطر نموذجاً فريداً في كل جوانب الحياة، وكيف استطاعت أن تدخل الرياضة في صناعة الحضارة القطرية الحديثة، وكيف كانت الرياضة بوابة للنجاح والتفوق على مستوى العالم؟. ولعلي اليوم أشدد على أنني ومازلت مؤمنا بأن ما يحدث في قطر حالة فريدة من نوعها على مستوى العالم، لابد أن نعمل على التعريف بها لتكون مثالاً تاريخياً يكرس أهمية ودور الرياضة في بناء المجتمعات والطرق العلمية والعملية في توظيف الرياضة، لتكون عنصر البناء الرئيس وواجهة حضارية جذابة. إن توثيق التجربة القطرية الرياضية باعتقادي أنها اليوم أولوية لابد من تنفيذها، خاصة أن قطر اليوم مقبلة على عمل جبار لاستضافة كأس العالم 2022م سيشمل كل الجوانب التنموية والاجتماعية بكافة تفاصيلها، في ظل أننا جميعاً منذ إعلان قطر حاضنة لكأس العالم 2022م نترقب ونستمع وننظر ماذا ستقدم قطر، وماذا ستعمل من أجل ذلك العام المنتظر؟.