10 سبتمبر 2025

تسجيل

فعاليات عالمية تتبخر في سماء الدوحة

19 أكتوبر 2023

عندما سمعت عن نية بلدنا استضافة معرض إكسبو العالمي وبعده بأيام نما إلى علمي أن قطر ستستضيف أيضا فورمولا 1 للسيارات ومعرض جنيف للسيارات أيضاً سعدت كثيراً لهذه الأحداث العالمية المشجعة للسياحة وتحريك الاقتصاد وحركة المبيعات في الأسواق والمولات والمقاهي والمطاعم وغير، وذهب فكري إلى أيام كأس العالم عندما كانت الدوحة تضج بالحياة والسيّاح الذين اقبلوا من كل أصقاع العالم. ولكني تفاجأت ببدء الفعاليات وكأنها أحداث محلية بالكاد نرى زواراً لها وحتى حقيقة لا ترقى للمحلية من حيث الدعاية والترويج. ولا أخفيكم سراً بأن واقع الثلاث مناسبات العالمية التي نظمت مرت مرور السحب الصيفية ولم تحدث أثراً على الارض، ولم يعلم عنها إلا القلة، بحيث بدأ بعضها وانتهى بدون أثر يُذكر!. فقلت في نفسي قد أكون قاسيا في حكمي فسألت أحد الإعلاميين الضيوف فكان هذا كلامه بدون أي تعديل: (حضرت مع الوفد الحكومي الرسمي افتتاح معرض «إكسبو الدوحة» للزراعة، وكان المعرض بالفعل رائعاً وجميلاً. يمكن للحكومة القطرية أن تعتبره جزءاً من أدوات السياحة، التي تُعَدُّ أحد أبرز مكونات القوة الناعمة للبلاد. من الصدفة اكتشفت أنه في نفس الوقت كان هناك مهرجان فورمولا 1 للسيارات، وهو حدث عالمي تتنافس فيه دول العالم لاحتضانه، ولكني للأسف لم أسمع عن السباق إلا من مواطن قطري في الدوحة!. السؤال هو: كيف يمكن لقطر، التي أبهرت العالم بكأس العالم، أن تترك هذه الأحداث دون الترويج الكافي وجذب نجوم من جميع أنحاء العالم، وتنظيم احتفالات ضخمة تُبث على قنوات التلفزيون لتعريف العالم العربي والغربي بوجود مهرجانين بهذا الحجم في البلاد؟. مهرجانات أقل حجماً تحدث في دول ذات إمكانيات محدودة بالمقارنة مع قطر، ومع ذلك، يتم استغلال الجوانب الإعلامية بشكل جيد لجذب الملايين من السياح وزيادة الإيرادات الوطنية والترويج للبلاد. لا أدري حقيقة ما هي أسباب ذلك.. هل هي عدم وجود الترويج والدعاية الصحيحة وخطط استقطاب الناس والسياح؟، أم عدم كفاءة الجهاز الإداري المسؤول؟، علماً أن كان هناك قصوراً واضحاً في دور قطاع العلاقات العامة، الذي حدث هنا هو تبخر الملايين من الريالات في الهواء ولم يستفد من الأحداث إلا المنظمون والشركات المشاركة فيها، واقصد تلك التي قامت بالتجهيزات فقط!. مهم جدا المساءلة والتحقيق في الموضوع على هذه الفرص الذهبية التي طارت أمام أعيننا وكأنها لم تكن وخسرها الوطن إعلامياً واقتصادياً وسياحياً. ونعيد ونقول إذا أردنا النجاح يجب ان نضع الشخص المناسب في المكان المناسب بعيدا عن العلاقات والأهواء وحب الخشوم. ولا حول ولا قوة إلا بالله. وسامحنا يا وطن.