27 سبتمبر 2025
تسجيلأكبر صك أو شهادة يمكنك الحصول عليها في مجتمعنا القطري أن يقال عنك إنك "طيب"، الطيبة خصلة إنسانية عظيمة إلا أنها وحدها لا تبني وطناً، حاولت تفكيك معنى الطيبة المستقر في نفوس أهل قطر فوجدته مجموعة من الخصال الإيجابية مثل الكرم، السماحة، التآزر وقت الشدة ومالي إلى ذلك من خصال، شيء جميل ورائع، لكنني افتقدت في الطيبة خصلة تحديد المبدأ وإشهاره، والشجاعة في إبداء الرأي، والنصيحة في وقتها، وما إلى ذلك من خصال بناء الشخصية الحرة التي تبني الوطن. ويتطور معها المجتمع، خصلة الجدل بالمفهوم الفلسفي الذي ينتج عنه رأي أو فكرة جديدة، الطيبة بالمفهوم السائد في مجتمعنا اليوم تساوي العدم في مفهوم هيغل، حيث الوجود الثابت في نظره عدم، والطيبة بهذا المفهوم السائد كما ذكرت ثبات دائم إلى درجة الذم "عدم مطلق"، جميع آليات المجتمع العاملة فيه بما فيها مجلس الشورى المنتخب لا تزال في مجال "الطيبة" الوجود الثابت أي العدم لذلك يعيش المجتمع في نطاق العدم وهو يظن أنه موجود ومتعافٍ، لكنه لا يتطور، والحرية فيه كحرية الفلاح في مجتمع رأسمالي متوحش، "حر لكنه فقير". أرجو إعادة النظر في مفهوم الطيبة الشائع في أوساط مجتمعنا الصغير لتبدو حركة ونشاطا وحوارا إيجابيا وفكرة ونقيضها ورأيا ورأيا آخر ولنزيح مفهوم الكرم السائد حالياً وصحون الحاشي والغوزي وصحون الهريس والثريد إلى رمضان مكانه الحقيقي ليحل محله مفهوم الطيبة الديناميكي الفعال الذي يعنى بعقلية الفرد لا بوجاهة كرشه وزيادة وزنه.