11 سبتمبر 2025
تسجيلآبار الغاز الطبيعي تتفجر في تركيا، وتنقلها من عالم لآخر و(ربعنا) يتعاونون على عدم شراء اللبنة التركية من متاجرهم التي انضمت هي الأخرى للمقاطعة الهشة التي تحاول شعوب بعض الدول الخليجية اعتبارها خطاً ممنهجاً ومؤثراً !. تركيا التي قلمت أظافر اليونان في شرق المتوسط وهذبت من لهجة فرنسا وسط الاتحاد الأوروبي الذي لم يعد الانتماء له يعني شيئاً لأنقرة، التي فضلت أن تحلق بمفردها في مدار صنعته لنفسها لا يمكن أن تتأثر بتلك الدعوات التي تصدر لها حسابات خليجية تعاني المر من تركيا التي لا يزال تهديدها بتأديب أبوظبي في الزمان والمكان المناسبين ضمن خطتها المستقبلية إزاء التطاول الإماراتي على المصالح التركية في نزاعها في شرق المتوسط أو ما تقدمه من مساعدات عسكرية ولوجستية لحكومة الوفاق الوطني الليبية في صد المتمرد حفتر المدعوم إماراتياً، وتظن هذه الحسابات الإلكترونية أنه يمكن أن تمثل دعواتها عقاباً لأنقرة إن لم تشعر الأخيرة بدغدغة من هذه الدعوات في الواقع!. تركيا التي أجبرت ترامب على الاعتراف بقوة رئيسها وأنه شخص قوي المراس والحجة وطموح لأبعد الحدود لا يمكن أن تنزل لمستوى دول يراها ترامب مجرد خزانة ذات ميزانية مفتوحة وباب لا يُقفل أمام حاجته في تنمية بلاده وتوفير ملايين الوظائف لشعبه. تركيا التي هرع لها رئيس الحكومة الكندية (جاستن ترودور) لعقد صفقات تعاون معها، مصرحاً بأنها دولة تنموية وتنطلق بسرعة الصاروخ للمصاف الأول عالمياً في كافة المجالات، وأن هذا التعاون الثنائي يمكن أن يحقق لبلاده تقدماً سيكون الفضل له لهذا التعاون، فهل بعد هذا ستتأثر من تلك الدعوات التي لا تصدع غير جنبات تويتر ولا تتعدى جدرانه الصماء لا سيما بعد افتتاح عدة مصانع لمنتجات الألبان التركية، أهمها مصنع (بينار) التركي في العاصمة الإماراتية أبوظبي التي انضم ممثلوها ومغردوها لدعوات مقاطعتها في مشهد هزلي يعبر عن الذي يبحث عن فضيحة لبلد أردوغان وبلاده تعاني شقاً كبيراً لا يفيد معه الترقيع؟!. هل تعرفون أين المصيبة في كل هذه المهازل لبعض الدول الخليجية؟ إن الغيظ الذي يتولد لدى كل هذه الحسابات على تركيا ورئيسها وشعبها يزيد من شعور أنقرة بأنها تعلو في حين يهبط كل هؤلاء بأخلاقياتهم التي يشخصنونها في شخص وهوية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي خرج بشخصية لم يعتدها هؤلاء الصغار في قادة غير خليجيين وهذه نرجسية مقرفة لدى هذه النوعية المتخلفة الذين يتعالون بقيمتهم (النفطية) الجغرافية ويتناسون أن الأمم يمكن أن تعلو أولا بأخلاقياتها وسياساتها الشفافة مع جاراتها والدول الصديقة أو حتى الدول التي لا تقيم معها صداقات تعاون ولا اتفاقيات. وقد آثرت أن أكتب لليوم الثاني على التوالي مقالا آخر عن تركيا لأنني رأيت أن الأمور بدأت تخرج عن سيطرة بعض العقول التي من المفترض أنها دبلوماسية لهذه الدول التي باتت تضع صوراً لمتاجر ومحال استهلاكية في بلادها تعلن عن منع بيع البضائع التركية وحصرت عقولها الطفولية في (لبنة وأجبان وألبان) لمجرد أنها تحمل اسم بلد المنشأ تركيا وترى في هذا نجاحاً شعبياً يجب أن يتم دعمه سياسياً أيضاً وهذا أصبح أمراً (أوفر) لا أعلم إن كان عليّ أن أضحك عليه بسبب هشاشة العقول أو أحزن منه لركاكة من يحكم دولا ثم يخشى أن تدخل هذه الدول بضاعة تركية تسمم بطون الرعية!.. ما بالكم كيف تحكمون؟!. [email protected] @ebtesam777