13 سبتمبر 2025
تسجيلعلى الرغم من أن الإنتاج الشعري في العالم العربي كبير إلا أن الاهتمام به قليل وقد يكون لا يذكر إلا ما ينشر هنا وهناك عبر الدواوين الشعرية وعندما كنت أشارك في معارض الكتب ومنها معرض الكويت للكتاب ممثلا لمركز التراث الشعبي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية فقد التقيت بمجموعة من الأصدقاء يجمعون دواوين الشعر العربي وعندما سألتهم قالوا بأن هناك شخصية تسعى لعمل مكتبة وبعدها سمعت عن تشكيل «مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري» في العام 1989م في القاهرة ومن ثم انطلق ليعم الإشعاع الثقافي كل الوطن العربي وما يقوله الشاعر العربي الكبير عبدالعزيز بن سعود البابطين في مقدمته لرؤيته لعمل المؤسسة: "لم يكن إنشاء المؤسسة ترفاً ثقافياً ولا استعراضاً للإمكانات المادية، أو مجرد إصرار على تحقيق حلم، بل كان عزماً على تأكيد دور الشعر في حياة الأمة، باعتباره من أهم الأجناس الأدبية العربية، وهو ديوان العرب وسجلهم الموثوق الذي تغلغل في أدق شؤونهم فدوّنها وحفظها، وباعتبار الشاعر صاحب وعي متقدم بما وهبه الله من القدرة على الإبداع والشفافية ونفاذ البصيرة. وكوني متابعاً ومتواجداً وحاضراً لجميع الفعاليات التي تقيمها المؤسسة اليوم فإنها فعلاً لم تكن ترفاً ثقافياً بل كانت رؤية ثقافية بعيدة المدى لدى الشاعر الكبير عبدالعزيز البابطين وهو استشرف الإهمال والتراجع في الشعر العربي وهو شاعر كبير مفرداته رائعة تعود بنا إلى ذلك الزمن الجميل من الإبداع الشعري العربي ومن هنا تكمن أهميه مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين والتي سوف تقيم دورتها المقبلة يوم بعد غد في العاصمة المغربية مراكش بدورة "أبي تمام الطائي"، والتي تتزامن مع احتفال المؤسسة بمرور 25 عاماً على تأسيسها ، فبعد مرور هذه السنوات من الإبداع والتألق والنجاح في جميع الفعاليات التي أقامتها المؤسسة طوال هذه المرحلة من عمرها وحضر فعالياتها آلاف الشعراء والمثقفين من الأدباء من أنحاء دول العالم ففي كل دورة من الدورات يصل عدد الحضور الذين يقدم لهم الدعوة الشاعر عبدالعزيز بن سعود البابطين لـ 500 مدعو ومدعوة ، بحق أن مؤسساتنا الثقافية العربية لا تقوم بدعوة مثل هذا العدد ، وحقيقة لم أجد وفاء للأصدقاء كما أجده عند هذا الإنسان العربي الشهم والذي يستمد من شهامة العربي قوة مؤسسته ودعمه لكل مبادرات الإبداع الشعري عند إقامة المؤسسة دورتها في القاهرة تم عمل لقاء للطلاب الذين يدرسون بجامعة الأزهر فقد تفاجأ الجميع بأن هناك أكثر من 900 طالب وطالبة يدرسون على نفقته الخاصة والمؤسسة ترعاهم بكالوريوس وماجستير ودكتوراة، وهناك في دول أخرى كذلك ، ليت رجال الأعمال يصرفون من أموال ذكواتهم على الثقافة والإبداع لكننا بخير ولسنا محتاجين للمؤسسات الثقافية العربية ، إنه يعمل على دعم الإبداع ولا يفضل هذا على ذاك ولا يحتاج المبدع عنده على واسطه لكي يتبنى مشروعه الشعري. شكرا أبو سعود وشكرا لكل من يعمل بالمؤسسة فقد أحسنت الاختيار من قبل ومن بعد ودعم للطاقات الشابة أمثال تعيين الأستاذ خالد عبدالرحمن البابطين لهو اختيار موفق بعد أن تشبع من العمل بالمؤسسة الآن عليه أن يدير العمل بها.