31 أكتوبر 2025

تسجيل

إنقاذ الدراما الخليجية

19 أكتوبر 2013

من المعروف أن الافلام والمسلسلات والمواد الدرامية، تعبر في بعض الاحيان عن قيم ومبادئ وهوية المجتمع والأمة. ولذلك نجد ان بعض القائمين على هذه الصناعة، لديهم شعور وطني يفوق في بعض الاحيان شعور الاحزاب والتيارات السياسية. بل ويعمدون من خلال هذه الافلام والمواد الدرامية، الى تعزيز الشعور بالانتماء الوطني وبقيم وهوية المجتمع بنفوس أبنائه. ولعل أبسط مثال على ذلك هم صناع الافلام الامريكية، الذين يحرصون على ابراز الحلم الامريكي وقوة وبطولة الانسان والأمة الامريكية في افلامهم. أما نحن في الخليج فمع الاسف فان العكس هو ما يحدث. فبدلا من ابراز القيم النبيلة للمجتمع الخليجي ومحاربة كل المظاهر المستوردة، التي لا تليق ولا تناسب المجتمع الخليجي، نجد ان اغلبية القائمين على صناعة الدراما الخليجية، يبرزون كل ما هو سيئ وينسبونه الى انه من قيم المجتمع والأسرة الخليجية. فالمسلسلات المقدمة للمشاهد بنيت على تجارب شخصية من قبل الكاتب والمؤلف، وتتناول قضايا شاذة لا تعبر مطلقا، بل لا توجد أصلا بالمجتمع الخليجي، حاول مؤلفها ومخرجها استخدام اسلوب الاثارة من اجل الظهور والبروز الاعلامي، على حساب تصوير المجتمع والأسرة الخليجية بغير صورتهم الحقيقية. كما ان بعض المؤلفين ارتكز بفكرته على منطق الاستخفاف بالمشاهد في بعض القضايا التي يفترض جدية التعامل معها، وعمد الى تقديمها بصورة سطحية ومشوهة لا تتناسب والمبادئ الخليجية المحافظة. ومع الاسف فان ذلك الاسفاف والانحطاط في تشويه صورة المجتمع الخليجي، تم التسويق له من قبل قناة عربية، احترفت بث كل مسلسل تافه وساقط ومليء بالاسفاف، وتشجيع ممثلين هم في الواقع تافهون ومهرجين و(اراجوزات) على الاستمرار في هذا الانحطاط الدرامي. ان على الشركات الخليجية وهيئات المجتمع والإدارات المعنية بالتلفزيونات الخليجية، بل وحتى الجمعيات الخيرية، المبادرة الى انقاذ الدراما الخليجية، من خلال دعم وتمويل مسلسلات خليجية راقية، تبرز قيم ونبل وهوية المجتمع الخليجي، وتتصدى لهذا الاسفاف والانحدار والتشويه المتعمد من قبل مجموعة تافهة، فرضت اجندتها الدرامية الشاذة على المشاهدين الخليجيين.. فهل من مجيب؟