11 سبتمبر 2025
تسجيلها قد وصلنا لزمانٍ هو زماننا تمامًا. اكتب هذه الكلمات وكُلي ثقة بأن بعضنا اليوم بأمس الحاجة لها... ها نحن واقعيون جدًا في هذا الحديث، لكننا كاذبون في ظل هذا الزمن، وتحديدًا داخل شبكةٍ من القيودِ والانفعالاتِ الوهمية وشبكةٍ مبرمجةٍ بأيدي "مؤثري السوشيال ميديا". إن هذه العتبة هي عتبة حرب غير سوية، فإن شظاياها ذات أثرٍ ثمين، وتِعداد أسراها في تزايدٍ مستمر، حتى بات تأثيرها يُسمع ويُرى... بدايةً فقد أصبح الإنجاز هوسًا كاذبًا، فإن معظم تلك الشاكلة تخادع نفسها وغيرها بمستويات وتعدادات هذه الانجازات المُوحدة.. فإن كان الهدف بناءً وغير مؤثر سلباً فحتماً لا يحق لنا الكلام فيه، ولكن هذه الكذبة هي نفسها التي تقلل من شأن بعضنا اليوم، فبمجرد ظن المشاهد بأنه غير فعال أو غير “منجز" تبدأ معركة ذاك المُتابع المسكين الداخلية التي تثبط من همته وتقلل من شأنه. والحال أن الأمور تتفاوت تمامًا بيننا وأنه لازال هناك من يعيش لحظاته الصغيرة القيمة وحتى الروحية كأكبر انجازاته… فهنيئا له كل هذا الرضا وسط زمن الهوس والأوهام... ولكن الخطر يعُم، فقد تتجه تلك النقاط الحمراء لمن يتأثر فعليًا دون شعوره، فكأن يبدأ عقل الانسان بالوسوسة الشيطانية دون إرادة منه، وإنما يظهر تأثير ذلك بديهياً في سلوكياته وافكاره وكلماته حتى… إنه زمانٌ سَهُلت فيه الفتنة والخداع، وطمع فيه البشر علنًا، زمان ضاعت فيه أهم المعايير والسلوكيات.. فقد أصبح البعض مجرد سلعة تدور في فلك وسائل التواصل، وقد تغير مفهوم النفع والاستحقاق لدى البعض، ففُقِدَت قيمة الكَسبُ الحلال من الحرام.. وأصبح كل تافه، هائل قيم! وفي النهاية، فقد كان جواب كل سؤال " إنني اشارك المتابعين نمط حياتي"… لتبقى علامة الاستفهام تلك في حيرةٍ من أمرها، أهل أنت كمتابع أم كمؤثر منبع هذه المعركة؟ طالبة في جامعة قطر