18 سبتمبر 2025

تسجيل

مجتمع حسب الطلب

19 سبتمبر 2022

ساهمت الدولة بشكل كبير في صياغة المجتمع عن طريق العديد من النشاطات والظروف التي ساهمت في تشكله حسب الطلب. هناك جوانب نجاح وهناك جوانب إعاقة. منها ان الوضع الذي وصل إليه الأفراد في الوقت الحالي وتغيره بشكل كبير مما جعلهم مجرد منفعلين لا فاعلين. مؤشر على ان المجتمع صُنع من قبل الدولة بشكل كبير، والتي لعبت دورا كبيرا في إفرازه وتغيير عاداته وتقاليده التي طالما تعلق بها الأجداد في الماضي، إن الفرق بين علاقة الأفراد في الزمن الماضي والحاضر في أنها كانت أفقية وتحولت إلى عمودية بفعل أي أنها كانت في الأول تعتمد على الإنسان وأعماله في الطبيعة والحضارة بينما في وقتنا الحالي أصبحت تعتمد كلها على المصالح ليتحول الإنسان بفعلها إلى أداة يقوم بدوره بشكل آلي. فالمجتمعات التقليدية تعتمد المعيار القبلي في تحديد الأشخاص بينما تعتمد المجتمعات المدنية على السياسة وآلياتها، كل شيء قد تغير بشكل كبير بين الماضي والحاضر، فالمجتمع القطري عاش في السابق فترة استقرار افقية طويلة ساهمت في بناء مجتمع مطمئن ومتكامل. وأشير هنا أن إزالة الفرجان التي كانت في السابق ساهمت في القضاء على الهوية القديمة لتظهر هويات جديدة متعلقة بالفرجان الجديدة مما خلق نوعا من القطيعة بين الناس وأثر على الهوية التي تميزت في السابق بأنها كانت سردية، مشيرا إلى أن النمط السائد في زمن الستينات تميز بالبساطة والتلقائية، فيما تغير في السبعينات والثمانينات ليتعلق بالعلم والتعلم وبناء العقل عن طريق العلم. لافتاً إلى أن الموروث الثقافي يعد أحد دعائم بناء المجتمع السليم. إن دورا في العلاقة الأفقية كان واضحا أكثر في السابق عكس الجيل الحالي الذي يتسم بعلاقته العمودية. فبالتالي إن إمكانية تشكل مجتمع مدني في الوقت الحالي تراجعت بشكل كبير في الزمن، اهمية اعادة الاعتبار للمسافة الاجتماعية التي قضت عليها مواقع التواصل الاجتماعي يبدو ملحاً اليوم اكثر من اي وقت مضى، فمجتمع بلا مسافة اجتماعية مجرد فوضى. كذلك ضرورة العودة إلى العلاقة الأفقية التي تضمن مجتمعا سليما، مشيرا إلى أن قيمة الإنسان المعنوية تراجعت بشكل كبير مقارنة بالقيمة المادية في الزمن الحالي. فالعلاقة بين المجتمع والدولة مرتبطة ببعضها البعض، وأن كلاً منهما يكمل الآخر.