11 سبتمبر 2025

تسجيل

هل من الأفضل تعيين المرأة أو انتخابها لمجلس الشورى؟

19 سبتمبر 2021

بدأت العملية الانتخابية لاختيار أعضاء مجلس الشورى من قبل الناخبين، ووجدنا عدداً من المرشحات اللاتي رغبن في المشاركة السياسية والانضمام للمجلس التشريعي وصنع القرار. وهناك الكثيرات من النساء القطريات لم يقمن بترشيح أنفسهن بالرغم من رغبتهن في الانضمام للمجلس، وبالرغم كفاءاتهن وتمتعهن بمقومات كثيرة مثل الخبرة والدراية والثقافة والعلم والحكمة والقدرة على الإقناع، ولكن كان العائق من تمكينها من ذلك هو الممارسات التي يتوجب على المرشحة القيام بها لكسب الأصوات لتعارض بعضها مع عاداتنا وتقاليدنا، ومنها ما يتعارض مع طبيعة المرأة في مجتمعنا المتمسك بالدين وتحفظها حول بعض الممارسات التي يجب عليها القيام بها لجمع أصوات الناخبين مما قد يسبب لها ولمحارمها من الرجال الحرج. كل ذلك أعاق تقدم الكثيرات، وقد يعوق نجاح الكثيرات ممن رشحن أنفسهم، فأبجديات العمل الانتخابي تستدعي كسب الأصوات من الجنسين، ولذلك فإن العائق يكمن في الدعاية الانتخابية بشكلها المتعارف عليه لكسب الأصوات، فكيف تستطيع المرأة الدخول لمجالس الرجال وعرض برنامجها الانتخابي ومناقشتهم به مما سيسبب الحرج لها. إن جميع القبائل تقبلت فكرة ممارسة المرأة العمل في بيئة مختلطة بل وتفتخر بنسائها المتميزات، ولكن المشاركة السياسية للمرأة بالشكل الحالي لا تتسق مع الأعراف والتقاليد عند البعض والخوف بأن تتسبب في عدم قدرتها على المشاركة بأريحية في العمل السياسي، وأيضا قد يتسبب عدم وصول النساء لكرسي المجلس عن طريق الانتخابات إلى اللجوء لتعيينهن، لذلك أقترح أن يتم التفكير بطريقة مختلفة لمشاركة المرأة في الانتخابات، بحيث تتناسب مع طبيعة مجتمعنا القطري ويساعد المرأة الكفء للوصول لمقعد مجلس الشورى ويمكنها من المشاركة في العمل السياسي بأريحية، لذلك أقترح بأن تكون عضو مجلس الشورى ممن يتم اختيارهم من قبل لجنة مؤهلة لانتخاب المرشحات، وذلك بعد تحديد الكوتا النسائية وعدد النساء اللاتي يتوجب تواجدهن بالمجلس، وهنا تتقدم المرشحات بعيدا عن فكرة الدوائر الانتخابية لأنها ستكون تمثيلا للكوتا النسائية ولا علاقة لها مع من قام بالترشيح في دائرتها من الرجال سواء كانوا أقارب أو لا وتتقدم المرشحة ببرنامجها الانتخابي، وتقوم بعرضه على اللجنة وتتم مناقشتها ومناقشة غيرها ويتم اختيار الأفضل. إن هذه الطريقة ستكفل لمن تتحلى بالكفاءة بعرض أفكارها وقدراتها بكل أريحية وأيضا نضمن وجود التمثيل النسائي الصحيح للمرأة في المجلس، فالمجلس يحتاج لمن تتحلى بالحكمة والحنكة والقوة الناعمة بعيدا عن الغوغائية والصوت العالي والرعونة، فالقوة تكون بالقدرة على الإقناع وكسب الخصم بالحجة والنقاش الصحيح. أتمنى من اللجنة المسؤولة عن انتخابات مجلس الشورى النظر في هذا الموضوع ودراسته كما من الممكن عمل استفتاء للنساء لمعرفة صحة ما ذكرت سابقا مثل الرغبة في الترشيح، والعوائق التي قد تمنع من ترشيحهن ورأيهن في أثر المقترح المذكور في تغيير رأيهن في المشاركة. [email protected]