17 سبتمبر 2025
تسجيللما تم الصلح بين النبي (صلى الله عليه وسلم) ومشركي قريش بالحديبية، قام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: ( يا أيها الناس انحروا واحلقوا )، فما قام أحد، ثم عاد بمثلها، فما قام رجل حتى عاد بمثلها، فما قام رجل، فرجع رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فدخل على أم سلمة فقال: (يا أم سلمة! ما شأن الناس؟ قالت: يا رسول الله قد دخلهم ما قد رأيت، فلا تكلمن منهم إنساناً، واعمد إلى هديك حيث كان فانحره، واحلق فلو قد فعلت ذلك، فعل الناس ذلك، فخرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، لا يكلم أحدا حتى أتى هديه فنحره ثم جلس فحلق، فقام الناس ينحرون ويحلقون. رواه أحمد. تتجلى عظمة المرأة في هذه القصة القصيرة لأم المؤمنين الصحابية الجليلة هند بنت أبي أمية المخزومية، رضي الله عنها، والتي اشتهرت بالرأي الصَّائب والعقل البالغ، فقد أشارت إلى المصطفى، صلوات الله وسلامه عليه، يوم الحديبية بالرأي الرشيد والمشورة السديدة، ليتعامل مع موقف من أصعب المواقف التي يمكن أن تمر على القائد والقدوة والمثل الأعلى ألا وهو عدم الاستجابة، وحاشا على أصحاب الرسول أن يكونوا كذلك، وإنما هي ردة فعل بشرية طبيعية تعامل معها الرسول الكريم بحكمة وهدي النبوة وبفضل المشورة الصادقة والأمينة من أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها. لقد أحببت ان أبدأ مقالي هذا الأسبوع بهذه القصة من سيرة خير خلق الله أجمعين، ونحن على بعد مرمى حجر من يوم الفصل في الانتخابات التشريعية، وعلى الرغم من أن أغلب المترشحين لعضوية المجلس هم من الرجال، إلا أن المرأة القطرية هي كلمة السر في هذه الانتخابات الأولى في بلدنا الحبيب، فأنا على يقين بأنها هي من ستقلب الأوراق والتوقعات، وسترجح كفة الفائز في سباق انتخابات مجلس الشورى. وفي حقيقة الأمر، فقد أعجبني طرح وفكر وبلاغة وخبرة بعض المرشحات اللاتي استضافهن تلفزيون قطر خلال تغطيته المتميزة للانتخابات، ولن أتطرق إلى ذكر أسمائهن حتى لا تعتبر نوعاً من أنواع الدعاية الانتخابية لمرشح على الآخر، فهن بحق أثبتن كفاءتهن وقدراتهن على استشراف جيد للمستقبل، بالإضافة إلى أسلوب راقٍ في طرح الأفكار التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن، وكذلك تناول ومناقشة القضايا المجتمعية بأسلوب واعٍ ومدرك للواقع، وهو ما يحتم في رأيي ضرورة تواجد المرأة في مجلس الشورى، سواء بالانتخاب أو بالتعيين حتى تساهم مع أشقائها من الرجال في صناعة القرار والمساهمة في خدمة الوطن. ومع تسارع الأحداث واقتراب المرشحين من خط النهاية، فإني أكاد أجزم بأن المرشح الفائز هو من سيستطيع استقطاب العدد الأكبر من أصوات الناخبات في دائرته، وبهذا الصدد أريد أن أشدد على يد الناخبات بأن يتحرين الأفضل والأكفأ والأقدر على تحمل المسؤولية بصدق وأمانة ونزاهة، لأن أصواتهن أمانة سيحاسبهن عليها المولى عز وجل. وعليهن كذلك أن يكن حرائر في اختياراتهن فلا يخشين في الحق لومة لائم، وعليهن أن يسعين إلى السؤال والتحري حتى تطمئن قلوبهن فيمن سيمنحنه شرف الحصول على أصواتهن. وختاماً أقول، عزيزتي الناخبة.. كوني حرة في اختيارك للمرشح الذي ترينه مناسباً لخدمة مجتمعك ووطنك، ولا تتقاعسي عن أداء دورك الوطني فصوتك أمانة. @drAliAlnaimi