27 سبتمبر 2025
تسجيليتصدر في الأذهان مع الاستعدادات للعودة إلى المدارس، التذكير بأهمية ارتداء الأقنعة وإجراء فحص كوفيد- 19، إلا أن هناك خطرا آخر غير مرئي، يكمن في الأماكن التي تقدم الأغذية للطلبة. سلامة الغذاء عادة ليست مجالا للخبرة بين مديري المدارس، الذين ينصب تركيزهم الأساسي على التعليم. وتصبح سلامة الغذاء أولوية فقط عندما يصاب الطلاب والموظفون بالتسمم الغذائي. فبحسب إحصاءات عالمية، تؤثر الأمراض المنقولة بالغذاء على شخص واحد من بين ستة أشخاص، وفي أحسن الأحوال تؤدي الإصابة بالأمراض الغذائية إلى اضطراب بالمعدة، قد يستمر لعدة ساعات أما في أسوأ الأحوال فقد تؤدي إلى مرض طويل أو حتى الموت. وحين نتكلم عن عودة ما يزيد على 326 ألف طفل، في 1000 مدرسة لهذا العام، فإن الأمر يأخذ منحاً أكثر خطورة، حيث إن الأطفال معرضون بشكل خاص لهذه الأمراض، لعدد من الأسباب، فالأطفال أقل ممارسة للنظافة الجيدة من تلقاء أنفسهم، وأجهزتهم المناعية أقل تطورا. مما يعني أن الأمراض يمكن أن تكون أكثر حدة. وليست مجرد اضطراب في المعدة، بل يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة، خاصة للفئات الأكثر ضعفا. كما أن الحساسية من بعض مكونات الغذاء قد تكون أكثر شيوعا عند الأطفال من البالغين. وبالطبع فإن إصابة الطلاب بالأمراض الغذائية تزيد من احتمالية التغيب المدرسي، الذي يؤثر بلا شك على الأداء الأكاديمي. وسوف أعرض لأفضل الممارسات لسلامة الأغذية، والتي أرجو أن يتم الاستفادة منها لتحقيق السلامة الغذائية في مدارسنا. 1. تدريب الموظفين المسؤولين عن سلامة الغذاء (المقصف المدرسي والمورد) – وذلك بسبب التغير الذي قد يحدث في طاقم الموظفين بعد إغلاق المدارس لفترة طويلة. فقد يفتقر الموظفون الجدد إلى الوعي بالممارسات الأساسية لسلامة الأغذية. فيكون إجراء تدريب لجميع الموظفين، من الأمور المفيدة. 2. المتطلبات الأساسية - من مناسبة مبانٍ واستيفائها للشروط الصحية. وتقييم المعدات – من خلال التأكد من تقييم علامات السلامة ومناسبتها لنطاق العمل واستبدالها عند الحاجة، ووجود طفايات حريق، والتحقق من وجود شهادات صحية للعاملين في سلامة الأغذية، والتي قد تكون انتهت صلاحيتها. التحقق من السلامة التشغيلية لكل من مناطق تخزين المواد الغذائية الساخنة والباردة وأماكن التحضير. التأكد من محافظة وحدات التبريد والتجميد على درجات الحرارة المناسبة، وكذلك وحدات إعادة التسخين، بحيث تكون قادرة على الحفاظ على درجات حرارة عند ٦٠م. كما أنه من المهم توفر برامج للتنظيف والتطهير. 3. خزانات المياه وضمان جودة مياه الشرب - من خلال التأكد من القيام بغسل خزانات المياه، من قبل شركات معتمدة، وفحص عينة المياه في الجهات الصحية، والتأكد من وجود ما يكفي من مياه شرب متاحة في درجة حرارة مناسبة لغسل اليدين وتنظيف المعدات والأواني وبشكل كاف. 4. التأكد من وجود سياسة للتعامل مع الشكاوى التي ترد من الموظفين أو الطلاب حول الغذاء. 5. تنفيذ تدابير مكافحة الآفات - تعد الآفات حقيقة واقعة في عدد من المباني المدرسية ويمكن أن تؤدي إلى انتشار الأمراض المنقولة بالأغذية عن طريق نقل الجراثيم إلى أسطح الطعام. لذلك، من المهم تنفيذ تدابير مكافحة الآفات. ويتم ذلك عن طريق فحص المنشأة بحثا عن نقاط دخول محتملة، وعن علامات الآفات مثل فضلات القوارض أو الأعشاش. كذلك، من المهم فحص عمليات التسليم لتقليل إمكانات إدخال هوام جديدة إلى المبنى. ووضع الفخاخ والطعوم وفحصها بانتظام. 6. فحص تركيبات وتمديد المياه - فخلال فترات عدم الاستخدام، يمكن أن تصبح مسدودة بسبب عدم وجود تدفق منتظم للمياه عبر النظام. ففحص جميع تركيبات المياه قبل إعادة فتحها ضمان للتأكد من وجود صرف كافٍ من خلال نظام الصرف الصحي. إضافة إلى ما ذكرت، من المهم كذلك خلق ثقافة سلامة الغذاء، وهذا يعني تشجيع أكبر قد ممكن من التعليم لأي شخص يشارك في التغذية المدرسية. وختاما أود القول بأن المدارس ومن في حكمها إذا راعت الالتزام بمعايير سلامة الغذاء والنظافة، سوف يعود عليها، وعلى جميع المنتسبين بالمنفعة والصحة وتحسين الأداء الأكاديمي لهم. خبير صحة بيئية [email protected] @faalotoum