11 سبتمبر 2025
تسجيلأدخل بصورة شبه يومية في سجال ونقاش أتخلى عند أول محطة لهما حينما أتيقن بأنه نقاش لا طائل منه ولغو محشو بأفكار ثابتة لا تتزحزح رغم تأكد الطرف الثاني بأنها باتت أفكارا بالية لا قيمة لها أمام المتغيرات التي تطرأ في العالم، والذي يمكن أن ينقلب في ساعة كالذي حدث في أفغانستان التي مضت عشرين عاما نحو ما تأمله من التحرر من شبح طالبان، لكنها عادت إلى نقطة الصفر التي انطلقت منها وباتت جميع الأراضي الأفغانية تحت سلطان طالبان التي حكمت منذ عقدين من الزمان وسط مخاوف كبيرة بأن يعود الطالبانيون لينتقموا من كل من جاهر بعدائهم أو خرج عن مبادئهم وقوانينهم رغم إعلانهم بإصدار عفو كامل على جميع أفراد الشعب الأفغاني دون محاسبة لما يكون قد صدر منهم في السنوات الماضية ضدهم ومع هذا يبدو الأمر مشوشا لدى فئات كبيرة من هذا الشعب الذي يتلقى من يحكمه مثل الذي يأكل إجبارا لا اختيارا ومغصوبا على ابتلاع ما لا يحبه لئلا يموت جوعا!. بالنسبة لي وبحسب مراجعتي الطويلة في تتبع تاريخ طالبان، فإن الأمر الآن يبدو مشوشا مع كثرة المقاطع المصورة التي تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي للطالبانيين وهم يغزون العاصمة كابل في طريقهم لاستلام سدة الحكم من وسط القصر الرئاسي وسطها، ويعلنون عودتهم القوية للسلطة، لا سيما وإنني كنت أبحث عن جانب حقوق المغلوبين على أمرهم من النساء والأطفال، وهم من الفئة التي لطالما شعرت بالظلم تحت حكم طالبان ومعاملتهم كفئة من الدرجة الثانية وربما الثالثة من حيث ما يمكن وصفه بالتشدد الديني والقبلي على الفتيات في منعهن من الدراسة أو الخروج إلا بغطاء كامل من الرأس حتى القدمين والزواج المبكر للصغيرات غير البالغات للسن القانوني وإجبارهن عليه أو على التعدد، بالإضافة إلى إغلاق مدارس البنات ناهيكم عن تشددهم في السماح للنساء بالدخول في المجالس البرلمانية أو أن يكون هناك أي صوت مسموع لهن في المجالس النيابية أو المركزية للدولة. وهذه أمور عبرت عنها الكثير من النساء والفتيات اللاتي خرجن في مقاطع مصورة كثيرة تداولتها وكالات أنباء عالمية باكيات ويتحدثن بصوت غلبته العبرة عن المصير الذي يمكن أن يؤول له مستقبلهن المعتم بحسب وصفهن له، وليعذرني من بالغ في تأييده للدخول الطالباني المثير فعلا لكابول بعد أن سيطر أتباعهم على باقي العواصم الإقليمية للبلاد قبل دخول العاصمة الرئيسية وإجبار أشرف غني وحكومته على الفرار سريعاً، تاركين دولة متهالكة ظلت عشرين سنة تحت الحكم الأمريكي الفعلي والأفغاني الصوري، قبل أن يرفع بايدن يده الأميركية الأخيرة من على هذا البلد المتهالك إنسانيا واقتصاديا وسياسيا. لكنني لا زلت متشككة بالانفتاح الفكري والسياسي الذي يمكن أن يتبلور عليه حكم طالبان لدولة غادروا حكمها منذ 19 عاما لكنهم لم يفارقوها فعليا، فظلوا في شد وجذب حتى نجحوا في النهاية إلى ما هم عليه اليوم كحكومة انتقالية تحكم البلاد والعباد، وأجد نفسي تتخوف من أن يعود ذاك التشدد البغيض الذي مورس على شعب متهالك لم يلقَ راحته كباقي الشعوب، لا سيما وأن تاريخا كان قد بدا مع تنظيم القاعدة الذي وضع أفغانستان بجهاته الأربع تحت مجهر العالم واستهدفته القوات الأميركية البرية والبحرية والجوية بعتادها وعدتها لملاحقة أذناب القاعدة وعلى رأسهم أسامة بن لادن الذي اغتيل في الثاني من مايو عام 2011، وبعد عشر سنوات متواصلة من قيامه بالتفجيرات الأميركية الإرهابية على برجي التجارة العالمية ومبنى البنتاجون الرسمي في وسط العاصمة واشنطن عام 2001، ولذا يبدو مبكرا جدا الحكم على حكم طالبان التي أدعو الله أن ترحم شعبا عاش بلا دولة حقيقية، وآن له أن يعيش فيها بكامل حقوقه قبل أن تُفرض عليه واجباته فيها!. [email protected] @ebtesam777