16 سبتمبر 2025

تسجيل

الاختلافات لا تمنع المواطنة

19 أغسطس 2021

* الحياة مدرسة وجامعة تعلم بذمة وضمير حقيقي دون زيف ونفاق! تعلمنا دروساً لا تنسى، دروساً في التاريخ ودروساً في علم الاجتماع، ودروساً في الأخلاق ودروساً في السياسة ودروساً في الضمير.. تقدم الحياة دروساً بما نمر فيها من ظروف ومواقف، تعلمنا ما لا يمكن تعلمه في كتب ومحاضرات! مواقف تضيف لأعمارنا تجارب وخبرات، وتضيف لأفكارنا دروسا وعظات، نحفظها لنضعها مرجعا مهما أمامنا، نعود إليه متى مررنا بظروف، ومرجعا نضيفه لغيرنا وننقل لهم تجارب وخبرات لم يواجهوها. * الحياة بمواقفها المتقلبة، وما تمر به الشعوب والدول، وما تسعى له السياسة بلغتها الغامضة، وما يسعى له قادة بتحرك ودبلوماسية وحكمة، وما تدعو له من مواقف ووجهات نظر مختلفة ومتغيرة.. تجعل كل فرد في موقعه جنديا لخدمة وطنه ومساهما بدور مهم. * الوطن يحتاج الجميع.. بدءاً من الأسرة أساس ولبنة المجتمع، يحتاج لتنشئة الطفل فيها التربية الصالحة والسليمة، والتي تبدأ بحسن اختيار الأم ودور الأب، لينمو قويا واثقا معتمدا في ذلك على تنشئة أسرة وتربية ودين، تربية قائمة على مبادئ وقيم لا تتبدل ولا تتغير ولا تتلون. * تربية لا تعتمد على تحقيق رفاهية وبذخ واعتماد على الغير وأنانية؛ وإنما تربية كلمة وموقف ورجولة وأخلاق، تربية لخلق شباب من الجنسين يملكون مقومات وإمكانيات فكرية وشخصية وقدرات قيادية تعتمد على ذاتها، وتدرك أن الوطن ينتظر عطاءهم وعملهم وإنتاجهم، بتعليم قائم على أسس قوية ومبادئ وخطط ثابتة ومدروسة لا تتغير وتتبدل بموت أب أو رحيل أم. تربية قوية بجينات عميقة وأصيلة، لا تتغير وتتبدل بتغير الزمان ولا تغير المكان ولا بتغير وزير أو مدير! * أن تكون للوطن بكل أشكال التواجد والحضور والعمل والإنجاز، لبنائه وتقدمه ودفعه ليكون أفضل مما كان.. ولمستقبل يعتمد فيه على موارده البشرية وحكمة العقول وحسن تصرفها وصدق موقفها وولائها. * الوطن يحتاج أن تتكاتف القلوب والأرواح قبل تكاتف الأيدي، وقبل تكاتف المصالح الفردية، الوطن يحتاج النيات الطيبة وحسن النوايا للعمل وحفظه من الفتن والإرباك، الوطن بالتواجد في كل موقع يحتاجه، والاخلاص له، والدفاع عنه فعلا.. هو تعريف حقيقي للمواطنة وحب الوطن. * آخر جرة قلم: الاختلافات لا تمنع المواطنة، ولا تمنع حقوقا ولا تمنع واجبات، ولا تمنع كلمة حق أن تكتب وتقال بأدب واحترام، ولا تمنع رأيا أن يقال، الوطن يحتاج بكل أحواله وظروفه الموقف الحقيقي والبطانة الصالحة "والشورى" التي تدفع الوطن لإكمال مسيرته وتقدمه، لا أن تدع مجالاً للفتن والأقاويل والصراعات.. وإشغال الرأي العام، المهم المساهمة إيجابيا ليقوى الوطن بأفراده وعناصره وقراراته، لبناء وطن قوي يعتمد على قوته البشرية، اعتمادا يغنيه عن الغير وأن يفكر بعناصره وأفراده ليكونوا هم في مجالات عدة وقادرة على الدفاع عن الوطن، وتمثيله داخليا وخارجيا بمواطن صالح وصادق وعاقل وحكيم.. تبقى ظروف الحياة مجالا كبيرا، وساحة حقيقية تظهر خلالها المعادن الحقيقية لنفوس البشر.. والمجال الحقيقي الذي يحقق صدق النوايا.. والوطن بكل فصوله وظروفه يحتاج كل أفراده رجالا ونساء بقلوب وأرواح نبيلة ليكونوا له في الرخاء والشدة. [email protected] ‏@salwaalmulla