18 سبتمبر 2025

تسجيل

الطبقة الوسطى 1

19 أغسطس 2020

تخشى الدولة لأن شروط إنتاجها وقيامها خارج نطاق سيطرتها فهي خائفة، لأن بقاءها مرتبط بمدى وقدرة الإنفاق الحكومي على حضانتها فهي في تقرب دائم، لأن ذلك كله مرهون بصمتها ومسايرتها للوضع القائم فهي لا تؤدي دورها بالشكل المطلوب، لأنها لم تأت نتيجة لتحولات اجتماعية واقتصادية حقيقية مر بها المجتمع فهي هلامية الشكل وتتشكل حسب الطلب، لأنها تجني فقط فائض الريع المتبقي فهي تعاني رعب الانكماش المحتوم. (تلك هي الطبقة الوسطى في مجتمعات الخليج ولتعريفها يجب الرجوع إلى أدبيات الاقتصاد والاجتماع). لم تعد هي صمام الأمان للمجتمع، لم تعد تمثل امتداد التاريخ داخل أوعية المجتمع، ولم تعد الحامل الأمين لقيم المجتمع بين "نهم" الطبقة العليا وأخلاقيات "البقاء" لدى الطبقة الدنيا بما تحمله من ابتذال وانسحاق. لقد أتت عليها رياح جديدة تتمثل في القطاع الخاص الذي تسكن داخل أحشائه وأوردته وشرايينه أطراف الدولة. لقد نعمت تلك الطبقة برعاية الدولة فترة التوازنات الدولية، فكانت الابن الوفي والبار، فاستطاعت أن تبث في أرجاء الوطن من أبنائها العديد من المهنيين والمتخصصين والمثقفين الذين نهضوا بالوطن وحققوا له الإنجازات. حيث كان التعليم الجيد والمتميز مجانياً ومتوفراً والرعاية الصحية المتميزة كذلك، وكافة المرافق الاجتماعية والاقتصادية على قدر من التميز في الخدمة مقدمة مجانياً ومتوفرة للجميع، فاستفاد منها بالذات أفراد تلك الطبقة المتوسطة أكثر من غيرهم. [email protected]