26 أكتوبر 2025
تسجيلحزب الله بريء، وسوريا بريئة، ولبنان بريء أيضا من دم رفيق الحريري، الذي اغتيل عام 2005 في انفجار موكبه، وباتت محاكمة قتلته بيد المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، التي عقدت بالأمس لإصدار أحكام بحق المذنبين في قتل الرئيس الذي اجتمع كل اللبنانيين على حبه واحترامه، وهو الراحل رفيق الحريري، الذي خلفه نجله سعد الحريري، لكنه للأسف لم يكن مثل أبيه، الذي يمكن أن يقال إن عمره قد ذهب لأجل لبنان، وإنه مات في النهاية قهرا على لبنان، لعدم توافر أدلة تفيد بضلوع حزب الله أو سوريا أو أي جهة في حادثة قتله. من المؤسف أن اللبنانيين والذين انتظروا لأكثر من 15 سنة، ليعرفوا من قتل رئيسهم المحبوب، ودفعوا الملايين من الدولارات لتتولى محكمة دولية التحقيق والوصول إلى القاتل الحقيقي، الذي كانت الشبهات تدور حول حزب الله وسوريا، والتي كان لها تواجد آنذاك في الدولة اللبنانية، وفي النهاية خرجوا بلا شيء، في الوقت الذي كان العالم بأسره يتمنى لو حدث شيء يمكن أن يفرح منه اللبنانيون الذين يعيشون كارثة شعور ما بعد انفجار مرفأ بيروت، والذي قضى على عشرات منهم، بينما جُرح الآلاف، ولا تزال هذه الكارثة وتوابعها تؤثر على هذا البلد، الذي كان يمكنه أن يرتاح قليلا، لو خرجت المحكمة باسم احدهم مسؤولا عن عملية الاغتيال لدولة الرئيس الحريري رحمه الله، والتي تجاوز التخطيط لها ثلاثة أشهر، قبل أن يعلن عن مقتل الحريري، الذي حذره بعض المقربين من أنه قد يتعرض لمحاولة اغتيال فأجاب إجابته المشهورة: (هذا وطن وليس أوتيل). في إشارة إلى لبنان الذي ذهب الحريري ضحية لتحريرها من براثن الأسد، والذي كانت له سلطة كبيرة عليه آنذاك، وصلت لدرجة تهديد الحريري ووليد جنبلاط وآخرين إن لم يؤيدوا سياسة التمديد ثلاث سنوات لإيميل لحود، الرئيس اللبناني الذي كان يحكم في تلك الفترة، وباشر بعدها رئيس الحكومة اللبنانية إلى تقديم استقالة حكومته، لكنه عاد من باب الانتخابات النيابية، ولم يغب عن المشهد، لكن تأبى أرض لبنان إلا أن تتفجر عن مآس وكوارث، كان آخرها هذا الانفجار الذي لم يرض الرئيس اللبناني هذه المرة أن تتولى محكمة دولية أو خارجية التحقيق في أسبابه، وأوعز لمن بلاده في تولي خيوط أسباب هذا الانفجار، الذي هرع العالم بأسره للتعاطف مع لبنان، وعُقد أسرع مؤتمر مانحين بعد دعوة عاجلة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قدمت فيها الكثير من الدول العربية والغربية ملايين الدولارات لإعمار ما خلفه الانفجار، بينما حملت تركيا على عاتقها مهمة إعادة بناء مرفأ بيروت كاملا على حسابها الخاص، في صورة توضح مكانة هذا البلد في قلوب معظم دول العالم، لكن ماذا عن اللبنانيين أنفسهم؟!. لماذا لم يحبوا وطنهم بالدرجة الكافية ليكون بمنأى عن كل هذه المصائب التي سبقت الانفجار الكبير، وهم يعلمون أن كارثة مرفأ بيروت تكاد تكون مكملة لكوارث اقتصادية جارفة عصفت بأساسيات هذه الدولة، التي يمكن القول جيدا إنها محبوبة من الدنيا، لكن اللبنانيين أنفسهم يكرهونها للأسف!. حسنا لا يبدو أن لبنان سيتعافى قريبا، ولا أن تصل محاكمه الداخلية إلى أبعد مما وصلت له المحكمة الخارجية، التي استأجرتها بيروت بملايين الدولارات للكشف عن القاتل الحقيقي لدولة الرئيس الحريري رحمه الله، لأنه لربما اعتاد على المصائب ولم يعتد على محاكمة من تسبب بالكارثة!. [email protected] @ebtesam777