27 أكتوبر 2025

تسجيل

كيف ننمي دور الجمعيات الخيرية؟

19 أغسطس 2015

دائماً ما تتعرض الجمعيات الخيرية في الدول العربية والاسلامية الى هجمات على عملها الخيري التطوعي، وتتعالى المزايدات في الدعوة الى تنشيف منابعها ومصادرها ومواردها المالية، بحجج متعددة ابرزها مكافحة الإرهاب التي دائما ما تلصق بالجمعيات الاسلامية، بينما لا أحد يتعرض لتلك المنظمات المتطرفة اليهودية والمنظمات اليهودية ـ النصرانية الساعية على دعم "صندوق الهيكل في القدس" والذي يجمع التبرعات من أتباع الطائفة الإنجيلية، التي يصل أعضاؤها إلى خمسين مليوناً من الأمريكان يتبرعون بانتظام لهذا الصندوق، الذي يهدف لهدم المسجد الأقصى المبارك وإنشاء هيكلهم المزعوم، ولديهم أفرع لمؤسساتهم الخيرية موزعة على كل الدول الاوروبية، لو جمعت كل المؤسسات الإسلامية بالعالم، لما وصل عددها مجتمعة الى مؤسسة واحدة من مؤسساتهم. وضع الجمعيات الخيرية الإسلامية وضع محيّر، وهي دائماً تحت المجهر ومحط أنظار المتربصين بهم، يحاولون بجهد خارق.. الحد من توصيل المساعدات للمنكوبين في الدول الاسلامية، ولن يهدأوا أبداً للحد من استمرار الدعم اللامحدود للأعمال الخيرية والتطوعية الاسلامية، سواء القائمة أم المستحدثة مستقبلاً، فلكي نكون لهم بالمرصاد ونمنع عنهم تنفيذ خططهم في تشويه مبادئ الإسلام، ومنع دفع الصدقات للمحتاجين والمشردين في كل دول الكوارث، التي زادت حديثاً مع زيادة التدخلات الغربية في شؤون مناطقنا الإسلامية، ومنها شعاراتهم الدنيئة التي تدعو الى تجفيف منابع الصدقات، التي تخرج من خزينة المنظمات الخيرية الاسلامية. كثيراً ما تعاني المنظمات والهيئات الخيرية الاسلامية من منغصات وعقبات في أداء دورها الطبيعي لمساعدة شعوب الدول العربية المنكوبة، وتجد صعوبات في ذلك في ضوء الرقابة المفروضة عليها من قبل منظمات عالمية، تتخذ الإرهاب ذريعة لإيقاف اي مساعدة تخرج من جيبهم، ومن هنا ندعو ـ حقيقة ـ الى تكاتف صلب من الدول الاسلامية، لتسهيل التوسع في العمل التطوعي من خلال اقامة جمعيات لاربحية متخصصة، والمساعدة في نشر التعليم في الناشئة من خلال تدريس مادة عن العمل التطوعي الإنساني، والاجتماعي، والديني، بالمدارس الابتدائية والثانوية.. كما لا نغفل عن تدريس مادة عن العمل التطوعي الإنساني والاجتماعي والديني بالمدارس الابتدائية والثانوية، وغرس ذلك في الناشئة، والاهتمام بدور الجامعات في الاهتمام بالبحوث التطويرية والميدانية، التي يقوم بها الطلبة حول الأعمال الخيرية التطوعية، بكافة أنواعها، لدعمها ومساندتها وتطويرها إدارياً وميدانياً. ومن الأمور المهمة في إطار تفعيل دور المنظمات والهيئات الخيرية الاسلامية، وتمرير مشاريعها الخيرية، بعيداً عن المتربصين بها. إنشاء مجلس للعمل التطوعي الخيري لزيادة روافده وتأصيله لدى الشعوب العربية، والسعي نحو إقامة مشاريع وقفية تعود بالعائد على المشاريع التطوعية، وتوافر استمرارية الدعم المستقر المحلي، وكذلك إنشاء بنوك إسلامية ذات قدم راسخة بعيدة عن سيطرة النفوذ الغربي والربوي، وذلك بالاستفادة من التجارب المصرفية الإسلامية.. يحدونا الأمل أن تتواصل الدعوة من الجهات الإسلامية في وطننا العربي الكبير، الى الحث على العمل الخيري والتطوعي، تنفيذاً لقوله تعالى: "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون"، وقوله تعالى: "وما تنفقوا من شيء فهو يخلفه"، وكما يحثنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "اللهم أعط منفقاً خلفاً وأعط ممسكاً تلفاً".. هذه أهم القواعد كي ننمي روح العطاء لمساعدة المنكوبين على مختلف المجالات. وسلامتكم