26 سبتمبر 2025

تسجيل

عاد العيد ولم يعد !!

19 أغسطس 2012

اليوم، يوم عيد بعد أداء قيام وصيام شهر رمضان المبارك، وكل عام يأتي هذا العيد كجائزة من الله عز وجل للصائمين وفرحة لهم، ولكن كل عام يكون العيد مختلفاً، فلا يمكن أن تعود أيام العيد الماضية كما هي اليوم، وقد تعيد على البال الكثير من الذكريات عن أيام العيد في الأعوام السابقة، أو في أيام الطفولة، حيث البال خاوي الوفاض، والحياة متوشحة بالبساطة والهدوء، والقلوب مليئة بالمحبة للجميع ولا مجال للقلب الملئ بالكثير من المبغضات التي لا يقبل بها الله عز وجل، والتي للأسف نراها ونتلمس آثارها على الكثير من التعامل مع الآخرين! العيد كان فرحة حقيقية لا ينغصها أي كدر أو ضيق أو هم نسمعه ونراه كل يوم أمام أعيننا ونتألم له، هم يغطي الكثير من اخواننا المسلمين في الدول العربية والآسيوية الذين يعانون الكثير من ألوان العذاب ومخاوف الحرب والاضطهاد والأكثر هماً قتل هؤلاء الأطفال الأبرياء الذين ماتوا ولعبتهم بين أيديهم، ومنهم لم يكمل الحلوى التي حصل عليها بصعوبة، عسى أن يجدها أكثر حلاوة في جنة النعيم، فقد قتلوا وقتلت معهم البراءة والرحمة. فهذا العيد يشبه أعيادنا الماضية منذ سنوات حين دارت رحى الحروب والمشاكل في بلادنا العربية والإسلامية، فقد يأتي العيد ونلبس وأطفالنا الملابس الجديدة، ونجهز بيوتنا بأحلى الأثاث، ونرتب ضيافتنا بالأطباق المتنوعة والفواكه المختلفة الطعم والشكل ونسمع ترديد الأطفال لأغنية العيد "عيدكم مبارك يا أهل البيت" ونشعر بأنها مغموسة بشيء من الألم والحزن والانكسار!! فقد اختفت مظاهر كثيرة للعيد، وإن كنا نحاول أن نبررها، ولكن هيهات فرائحة "قرص العقيلي" والخنفروش التي كانت تهب من فرن "أمي عائشة"، ودلال القهوة التي تعدها "أمي علية"، والحجرة الكبيرة المفروشة بالوسائد والفرش استعداداً للعيد، لم تعد موجودة، فأيامها أصبحت ذكرى. لا مانع أن نفرح، أو أن نتظاهر إننا نفرح ونرسم الابتسامة على وجوهنا لأجل من حولنا، خاصة أطفالنا، ولا مانع أن نتزاور ونهنئ أصدقاءنا وأقاربنا، ونصل أرحامنا، فاليوم عيد والكل لابد أن يفرح ويبتسم ويهنئ، ومع ذلك يجب ألا ننسى من سوف يأتي عليهم العيد وهم في خيام المهجرين وفي ظروف صعبة بعيداً عن بيوتهم الدافئة وملاعب أطفالهم الخضراء وخيرات أرضهم بعد أن اضطروا للخروج خوفاً على حياتهم وحياة أطفالهم من ظلم الجبابرة ولكن الله عز وجل هو الجبار المنتقم الذي سيسلط عليهم بإذنه ما يدمر عروشهم ويذيقهم الهوان كما أذاقوه لشعوبهم. هؤلاء ينتظرون منا أن نمد لهم يد العود والمساعدة، ونعمل على إسعادهم ولو بالقليل وحتى بالإحساس بهم. وبما أننا في العيد، وأطفالنا يريدون أن يفرحوا ويتمتعوا ولو بالقليل مما أعده لهم القائمون على السياحة، والمؤسسات والأندية لإضفاء الفرحة عليهم، لابد من الانتباه إليهم، وعدم تركهم للخدم والسائقين في تلك الأماكن، والأفضل أن يكون أحدنا سواء الأب أو الأم معهم، فهم الأمناء عليهم ولا يمكن أن نضع فلذات أكبادنا في أيد قد تنسى الأمانة وتهملها، فما قد يجر من حوادث، وحينها لا ينفع عض الأصابع من الندم. وعسى أن يكون عيداً سعيداً على الجميع، بدون أي منغصات ولا حوادث، وكل عام وأنتم بخير.