11 سبتمبر 2025
تسجيلبهدوء تام وعلى غير الجلبة التي أحدثها ترامب في زيارته الأخيرة له للقمة الخليجية جاء الرئيس الأمريكي جو بايدن ليحضر القمة الأخيرة التي عقدت في مدينة جدة السعودية وبنفس الهدوء الذي حضر به غادر متمنيا للجميع النجاح والتوفيق بعد أن اجتمع مع كل الزعماء الخليجيين مثمنا لهم جهودهم ودورهم الكبير في المنطقة. وأنا هنا لست في عمل مقارنة بين زيارة ترامب الماضية وبين زيارة غريمه اللدود جو بايدن ولكني أجد نفسي مجبرة على المرور على مجريات هذه القمة التي عقدت وانتهت في نفس اليوم وأهمها في نظري كلمة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد، والتي ألقاها سموه في مستهل هذا الاجتماع الخليجي العربي والذي حضره بجانب حكام وزعماء وممثلي دول الخليج كل من قادة وممثلي مملكة الأردن وجمهورية مصر وجمهورية العراق. وكان لكلمة سموه ذلك التميز الملحوظ والاهتمام الواسع بالنقاط التي تضمنتها كلمته باعتبارها كانت كلمة جامعة شاملة تحدث فيها سمو أمير دولة قطر عن جميع القضايا العربية التي تؤرق الأمة وشعوبها وتطرق لأشد القضايا التي لا تزال معلقة بانتظار الحلول الناجعة لها وأولها كانت قضية فلسطين وتعنت الاحتلال الإسرائيلي إزاء تنفيذ جميع القرارات الدولية التي تتجاهلها حكومات إسرائيل وبحق الشعب الفلسطيني بأن تكون له دولة مستقلة يمارس فيها حقوقه وواجباته أسوة بجميع شعوب العالم التي تتمتع بحكومة وحدود مستقلة حرة لا وصاية فيها ولا احتلال. وقال سموه إن لنا كعرب وجهات نظر يجب أن يحترمها الإسرائيليون كما يجب أن يلتزموا بما تقره المنصات الدولية مثل مجلس الأمن وأن قرار حق الدولتين في فلسطين لا يزال قائما ومع هذا ترفض إسرائيل الامتثال له ويظهر فعلها ما يناقض قولها وأن سياسة التسويات يجب أن تقبل به إسرائيل لأنها تعطي وطنا حرا للفلسطينيين الذين يضحون بأرواحهم وزهرة شبابهم لأجل يوم الحرية التي يرفض الإسرائيليون السعي في تسهيل تحقيقه وذلك بامتثالهم لقرارات مجلس الأمن، وعليه فإن سموه لم ينس في كل خطاباته وعلى كافة المنصات أن يضمّن كلماته الحديث عن قضية فلسطين بعد أن سقطت عمدا من أجندات عربية تجاهلت أنها قضية العرب الأولى ومع هذا فسمو الأمير لم ينسها وظلت حاضرة في وجدان سموه تماشيا مع إحساسه بالمسؤولية إزاء هذه القضية باعتباره زعيما عربيا مسلما لم يتخل يوما عن واجباته إزاء القضية الفلسطينية وهذا ما يثمنه له الفلسطينيون الذين باتوا على دراية بمن تناسى قضيتهم ومن لا يزال ينوه في كل مناسبة بما يشعرون به كشعب لا يزال تحت احتلال ظالم يتحدى الإرادة الدولية بكل صفاقة وتعنت. كلمة سمو الأمير، حفظه الله، تناولت أيضا الأزمة اليمنية وضرورة تحالف الفرقاء في اليمن للخروج من هذه الأزمة التي غرق فيها اليمن وكان الشعب اليمني أكبر المتضررين منها للأسف وأن الحوار الناجح هو السبيل الوحيد لحل هذه الأزمة التي تجري في هذا البلد المنهك اقتصاديا وإنسانيا. وكالعادة كانت قضية سوريا حاضرة على لسان سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد، منوها سموه بأن القضية باتت مأساة يعيشها شعب سوريا الذي يقاوم ويلات الحرب على أرضه بالإضافة لوحشية نظامه الذي أسهم في تعميق جراح شعبه وتشريدهم وتهجيرهم وفقدانهم لأقل حقوقهم من الأمان والبيت والعائلة، بل ووصولا إلى قتلهم بصور مؤسفة ومؤلمة وتعذيب المعتقلين بشكل وحشي ولذا يجب أن يتوصل العرب والعالم لحل جذري لإنهاء الأزمة السورية بأي شكل من الأشكال. لذا ألقت كلمته التي ألقاها في القمة الخليجية العربية الأمريكية ظلالها في قلوب الشعوب قبل أن تلقى صداها رسميا فتناولها الناشطون بكل احترام وتقدير، بأن سمو أمير دولة قطر العربي الذي لم يتخل يوما عن التحدث عن هموم أمته هي من أوجدت اليوم قائدا يعتد به في العالم ويفخر به شعبه بالتأكيد. [email protected] @ebtesam777