19 سبتمبر 2025

تسجيل

حينما كان الطالب"ثروة" 

19 يوليو 2020

من حسنات نظام التعليم السابق أن الطالب لا يُطرد من الفصل ولا من الدراسة مهما تكرر رسوبه وإعادته للسنة الدراسية، كانت صحوة الضمير بالتعليم وأهميته تحتاج وقتاً أطول في مجتمع محافظ، لذلك كثير ممن أعاد السنة تنبه واستدرك وأكمل بنجاح وهم اليوم من حملة الشهادات العليا، والبعض الآخر تسرب مع الأسف خارج الدراسة، ولكن تطور الدولة استوعبهم ضمن مؤسساتها الأخرى العسكرية منه بالأخص، لذلك تجد في الفصل مراحل عمرية متفاوتة ومتباعدة الأمر الذي لا يُقبل اليوم على كل حال. كانت تلك المرحلة مرحلة نضال ضد العدو الصهيوني، وكان النظام التعليمي العربي عامة معبأ بروح قومية نضالية ضد الصهاينة واحتلالهم وتدنيسهم للقدس، ولازلت أذكر طابور الصباح في المدارس والخطب التي تُلقى والأشعار التي تقال؛ برنامج يومي يشهده الطلبة قبل بدء اليوم الدراسي ثم الانطلاق في مسيرة منتظمة نحو الصفوف. كانت قضية التعليم معركة يخوضها الوطن وكان الطالب أغلى ما يمتلكه الوطن، ثم إن هناك مزية نفتقدها اليوم وهي: النظام التعليمي الشمولي على أساس البنية الوطنية لقطر والقومية للبلدان العربية ككل؛ تكامل واضح بين القُطري والقومي الوطني، كانت تلك المرحلة تُمثل في نظري أكثر مراحل مجتمعنا القطري قرباً لبعضه البعض. لقد تحمل النظام التعليمي في ذلك الوقت مسؤولية أكبر مما سبق، حيث تزايد أعداد الطلبة بشكل ملحوظ ؛ سواء القطريين أم الوافدين من الأخوة العرب وبالذات الفلسطينيين، لقد كان التعليم"قيمة وليس بضاعة والطالب"ثروة وليس زبوناً. رحم الله تلك الأيام الخوالي وأهلها وطلابها. [email protected]