23 سبتمبر 2025
تسجيلإذا كان هناك من يعي من القلة من البشر بأن جائحة كورونا درس لتقييم الكثير من السلوكيات الخاطئة التي يمارسها الإنسان في الحياة، ويجب التنبيه لها وتغييرها حتى لا يحل وباء آخر أشدّ وأشمل، ففي المقابل مع - الأسف - هناك الكثير مازال لم يستوعب ذلك الدرس الإلهي، بل ازداد في سريان ما اعتاد عليه ولم يمتلك القوة الفكرّية في تقييم الأخطاء والزلات التي تتنافى مع العقل والثقافة والدين، نماذج كثيرة من السلوكيات البشرية على مستوى الدول والمجتمعات والأفراد، نسمع عنها ونراها من بعيد أو قريب، تُستنكر وتُمارس، وتُنتقد وتَمتّد، فلم يستطع الإنسان مع هذه الجائحة استخلاص العبر من الماضي ورصد الحاضر لسلوك أفضل بما تتفق مع الأحكام والمبادئ الدينية والخلقية، وصدق الله في كتابه: " إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ "ما الذي غيره "كورونا؟ " إذا مازالت هناك فئة من البشر ينطبق عليهم قوله تعالى: " فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُون". …. لذلك حديثنا اليومي مع حلول الضيف الثقيل المفاجئ "فيروس كورونا " لا يكاد يخلو من الاستغراب والاستهجان من استمرارية ممارسة السلوكيات الخاطئة، خاصة بعد تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية التي أعلنتها اللجنة العليا لإدارة الأزمات، لتخفيف إجراءات الإغلاق المفروضة لمكافحة تفشي فيروس كورونا مع الأخذ بالتدابير الاحترازية، والذي معه بدأت التجمعات البشرية تأخذ مجراها في البيوت والأسواق التجارية والشواطئ العامة، مع عدم البعض بالالتزام بالإجراءات المفروضة خاصة "الماسك " ولأن شواطئنا مكان كما يقال آمنا من الهروب من فيروس كورونا، وممارسة رياضة السباحة، كما هي مصدر للمتعة والترفيه بعد السماح بارتيادها، في المرحلة الثانية وزيادة الإقبال عليها إلاّ أنه مع - الأسف - لم تخلُ من ممارسات سلوكية نتمنى ألا نراها أو نسمع عنها، ونحن مازلنا في شرنقة مخاطر الجائحة الوبائية وانتشارها، وفي المرحلة الاحترازية الثانية، فما زلنا لا نعي الدرس الإلهي، ومازلنا في جهلنا سائرين، ندرك أن الشواطئ للاستجمام بمتعة البحر والهروب من حرارة الصيف لكن لا ندرك كيف تتحول إلى مكان للاستعراض وإبراز الكرم الحاتمي بموائد ممتدة وممتلئة ومكلفة تضاهي بتنوعها وتكلفتها موائد إكرام الضيوف القائمة في البيوت، وعلى شواطئ البحر العامة، منتهى التخلف والاسفاف بالعقلية الإنسانية، وضيق الفكر الإنساني، وضعف الوازع الديني، التى يأمرنا ويحذرنا الله في كتابه بقوله: " وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً " ألا يكفينا استعراض الأجساد شبه العارية في الشواطئ العامة التي كثر الحديث عنها في منصات التواصل المجتمعي، وكانت موضع استنكار واستغراب لخصوصيتها وبكونها تتنافى مع القيم والمبادئ، إلى جانب حرمة استعراض الأجساد وأمام العامة، فتحولت رمالها إلى منصات للاستعراضات للأجساد وللأطعمة والتسابق في طريقة العرض وطريقة التزيين وما يحدث فيها من تجمعات تتجاوز العدد المسموح بها، ثم التصوير والعرض، أليس هذا الوباء درسا للحد من مثل هذه السلوكيات والتصرفات المستهجنة، حتى لا يقال عنا كما قال المتنبي في قصيدته يهجو فيها كافور الأخشيدي: أغاية الدين أن تحفوا شواربكم... يا أمة ضحكت من جهلها الأمم. …. فليس معنى البدء في تنفيذ خطة المراحل الأولى لإجراءات الإغلاق لتسيير العملية الاقتصادية في الدولة أن الوباء انتهى، فقد أجمع الكثير من ذوي الاختصاص في الطب، وبالأخص الأمراض الانتقالية بارتفاع انتشار الوباء بشكل أسرع وأسوأ في عدم تعاون البشر في الالتزام بالتعليمات والإجراءات الصادرة من وزارة الصحة، ومع الاقتراب من المرحلة الثالثة لتخفيف القيود، يجب أن نتجرد من اللامبالاة والعواطف التي ربما تقود إلى إعادة الوباء إلى نقطة الصفر مما يشكل عبئاً مضاعفاً على الجهات الصحية، وعلى الدولة بشكل عام، وإذا لم نستطع تقويم واسترجاع أخطائنا وتصحيح مسارها، فربما سيحل علينا وباء آخر حيث لا ينفع الندم. Wamda.qatar @gmail.com