31 أكتوبر 2025
تسجيلبدأت الحياة تدب من جديد في البلاد مع انخفاض حالات المصابين بمرض الكورونا مما خفف الحظر والقيود، فبدأ الناس بالرجوع التدريجي لحياتهم اليومية من عمل وزيارات وتسوق. وبدأ الاقتصاد بالانتعاش وترميم ما خلفته الجائحة من خراب، ولكن للأسف فإن إعلان إمكانية رجوع طلبة المدارس والجامعات للدوام الاعتيادي قد يؤدي برأيي لخطر رجوعنا للمربع الأول، نظرا لطبيعة التجمعات فيها، فيجب عدم الاعتماد على التجربة في مثل هذه الحالة والاستفادة من تجارب الدول الأخرى مثل فرنسا التي اضطرت إلى إغلاق عشرات المدارس بعد أسبوع فقط من فتحها بسبب إصابة عشرات الطلاب بفيروس كورونا، ونقيس على ذلك من قد يصيبهم الفيروس بسبب الاختلاط مع هؤلاء الطلبة الذين ثبتت إصابتهم! وفي فنزويلا آثر الكثير من أولياء الأمور إبقاء أبنائهم في المنزل وتعليمهم عن بُعد بالرغم من قرار فتح المدارس خوفا على أبنائهم وعلى أنفسهم من انتقال الفيروس. كما أعلنت إدارة التعليم في كاليفورنيا بأن التعليم سيكون على الأغلب عن بعد في المدارس، وقد أعلنت مدارس عدة ذلك في لوس أنجلوس وسان دييغو. وبالرغم من تطبيق المدارس بالخارج عدة إجراءات مثل الفصل بين الطلبة بدروع بلاستيكية، واعتماد التدريس في الهواء الطلق بأعداد قليلة بعيدا عن الغرف المغلقة ( وهذا بالطبع لا يناسب جونا الحار جدا ) وعدم استخدام السبورة أثناء الشرح وغيرها، وكل ذلك لم يمنع من انتشار الفيروس مرة أخرى في عدة مدارس. إن رجوع الطلبة لمقاعد الدراسة أمر مهم ولكن هناك الأهم وهو الحفاظ على السلامة والأمان للطالب والمدرس والمجتمع، وأيضا الحفاظ على الإنجاز الذي حققناه بسبب الالتزام بالتباعد الاجتماعي والحظر طوال هذه المدة، فلم نخسر كل ذلك ونرجع إلى نقطة الصفر ؟ مع الوضع بعين الاعتبار أن شهري سبتمبر وأكتوبر هما وقت تفشي الأنفلونزا الموسمية والأمراض الصدرية بشكل عام. إنني أود من القائمين على الأمر دراسة الموضوع والتفكير في الأمر من عدة جوانب، فالمحافظة على ما وصلنا إليه حتى الآن هو الأهم للبلاد واقتصادها، وكذلك للناس الذين يودون الرجوع للاجتماع بعائلاتهم وأصدقائهم من جديد وللتجار الذين أصابهم الكساد. إن عودة المدارس في ظل عدم وجود دواء أو لقاح سيؤدي إلى حدوث منحنى جديد من الممكن أن يكون أقوى من السابق، وأزيد على ذلك ما قد يتبع إصابة بعض التلاميذ بالفيروس من أثر بين باقي الطلاب، وما قد يتعرض له هذا الطالب من تنمر بعد عودته للدراسة وأثر إعادة إغلاق المدارس إن ظهرت حالات على الطلاب والمدرسين بعد فتحها، وما ستؤثر عليه من حالة عدم استقرار في التعليم وأثر إعادة الناس للمربع الأول وإعادة إغلاق المتاجر والأماكن العامة، وإعادة العمل عن بعد للموظفين وعدم استطاعة زيارة المراكز الصحية للأمراض العادية وللعلاج الطبيعي وعلاج الأسنان وعدم القدرة على السفر وغيرها مما عانيناه طوال هذه الفترة. إنني أجد أن قرار دولة الكويت بأن يكون التعليم عن بعد لفصل الخريف قرارا مناسبا جدا، وفي خلال هذه الفترة متوقع كما ذكرت عدة مصادر ظهور دواء للفيروس حيث ذكرت عدة مصادر بأن هناك أكثر من علاج في المرحلة التجريبية الثالثة، فسيكون فصل الربيع بإذن الله الرجوع للحياة بكل أشكالها بدون الخوف من الفيروس وإعادة تفشيه. [email protected]