16 سبتمبر 2025
تسجيلتقبل الله طاعتكم، وكل عام وأنتم بألف خير، بمناسبة عيد الفطر المبارك، أعادة الله علينا وعلى الأمة العربية والإسلامية، بالخير واليمن والبركة.. لم أستغرق وقت طويلاً هذه المرة في اختيار موضوع مقالتي الأسبوعية، بل كانت الفكرة حاضرة وبقوة، وسرعان ما ترجمتها لتشاركوني بها.. الجميع يبحث عن الراحة وعن سبل السلام الداخلي، ويهرول بين دهاليز هذه الحياة، بحثاً عن طرق تعينه على السعادة، وهو لا يعلم بأن السعادة والسلام الداخلي لايحتاجان لبحث، لأنك حتماً ستضيّع الكثير من الفرص في رحلة الهرولة والبحث المتعبة!!الكثير يعاني من ضغوطات الحياة، وكثيراً مانسمع جملة (ماعندي وقت) أو (مالي خلق) أو غيرها من الجمل، التي باتت كالشماعة السهلة لرمي كل إخفاقاتنا في الحياة، ولكن السؤال المهم: كيف نرتب حياتنا، وكيف نبسطها، ونجعلها أكثر مرونة وسهولة وسعادة؟ أذكر هنا موقف إحدى الصديقات أثناء زيارتي لها في منزلها، كانت تأمر عاملتها لجلب الحلويات للضيوف، وكلما أتت العاملة إذا بها تحمل معها أطباق تختلف عن ما كانت تريده صاحبتنا، تكرر الموقف ثلاث مرات!! مما أدى إلى أن تفقد صاحبتنا أعصابها، وتضطر لأن تذهب بنفسها لإحضار الطبق المعني من المطبخ، هنا قلت لها: لو اتخذت هذه الخطوة من البداية لكان أفضل، تبسيط الأمور دائماً وأخذ الأمور ببساطة والتعامل بهدوء، سبب من أهم أسباب السلام الداخلي والسعادة في الحياة.. إذا كنت تعقد الإجراءات في عملك أو في بيتك، تعقد تعاملك مع الآخرين، فأنت تعقد حياتك بأكملها لا محالة، فكر دائماً بالبساطة في كل شيء، واجعلها شعارك في الحياة.. ولنتذكر بأن ترتيب الأولويات في حياتنا والتقليل من عدد الأشياء التي نقوم بها كل يوم، وتفويض الآخرين بالأعمال التي يمكنهم القيام بها بدلاً عنا، وقبل كل شيء الإيمان بقضاء الله وقدره، فلن يصيبك إلا ما كتبه الله لك.. فاطمئن وبسّط حياتك، وبسّطها على الآخرين، وكل عام وأنتم بألف خير.