11 سبتمبر 2025

تسجيل

لا صوم على الصبي لكن له الأجر ولأهله الثواب لتعويده العبادة

19 يوليو 2013

◄ هل يؤمر الصبي أو الصبيَّة بالصيام، ومتى؟►  الحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يعقل، وعن الصبي حتى يحتلم" [رَوَاهُ أَحَمدُ والأرْبَعَةُ إلا الترمِذيَّ وصحّحَهُ الحاكمُ وأَخْرَجَهُ ابنُ حِبّانَ. وهو حديث صحيح.. رفع القلم كناية عن عدم التكليف إذ التكليف يلزم منه الكتابة فعبر بالكتابة عنه أي ليس يجري أصلا لا أنه رفع بعد وضع وعبر بلفظ الرافع إشعاراً بأن التكليف لازم لبني آدم إلا لثلاثة هم المذكورون.كما يمكن أن يراد برفع القلم عدم المؤاخذة لا قلم الثواب — أي ترك كتابة الشر عليهم دون الخير — لا ينافيه صحة إسلام الصبي المميز كما ثبت في غلام اليهودي الذي كان يخدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعرض عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم الإسلام فأسلم فقال: الحمد لله الذي أَنقذه من النار.وكذلك ثبت أن امرأة رفعت إليه صلى الله عليه وآله وسلم صبياً فقالت: ألهذا حج؟ فقال: نعم ولك أجر. وذلك أن عمر أمر بامرأة مجنونة أن ترجم لكونها زنت فمر بها عليّ فقال: ارجعوا بها ثم أتاه فقال لعمر: أما تذكر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال:"رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يعقل، وعن الصبي حتى يحتلم فذكر الحديث " فقال عمر: صدقت وخلى عنها وقد أورده الحافظ ابن حجر من طرق عديدة بألفاظ متقاربة ثم قال: وهذه طرق يقوى بعضها بعضاً وقد أطنب النسائي في تخريجها ثم قال: لا يصح منها شيء والموقوف أولى بالصواب.‏هذا وفي تحقق البلوغ من الغلامقال الجمهور من العلماء: البلوغ في الغلام تارة يكون بالحلم بضم الحاء وسكون اللام، وهو أن يرى في منامه ما ينزل به الماء الدافق الذي يكون منه الولد، وعن علي: قال حفظت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم "لا يُتْمَ بعد احتلام، ولا صُمَات يومٍ إلى الليل" وفي الحديث هنا عن عائشة — رضي الله عنها — وغيرها من الصحابة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "رفع القلم عن ثلاثة عن الصبي حتى يحلم — أي يستكمل خمس عشرة سنة — وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المجنون حتى يفيق"، وأخذوا ذلك من الحديث الثابت في الصحيحين عن ابن عمر قال: عُرِضتُ على النبي صلى اللّه عليه وسلم يوم أُحد وأنا ابن اربع عشرة فلم يجزني، وعرضت عليه يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة سنة فأجازني، فقال عمر بن عبد العزيز لما بلغه هذا الحديث: إن هذا: الفرق بين الصغير والكبير.مع ما قد مر من بيان معنى الرفع فقد أوردنا هذا الحديث لبيان حكم الصيام بالنسبة للصبي.فنقول وبالله وحده التوفيق الصبي لا يجب عليه الصيام حتى يبلغ، لكنه يؤمر به أمر تعليم وترغيب إذا كان يطيق الصيام. وذلك بمراعاة القدرة البدنية. فقد يبلغ الصبي أو الصبية العاشرة ولكن جسمه ضعيف لا يطيق الصيام. فيمهل حتى يشتدّ عوده ويقوى.تأليفا له على العبادة وترغيبا له فيها. وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يصوِّمون أولادهم وهم صغار ويجعلون لهم اللعبة من العهن، فإذا بكوا من فقد الطعام أعطوهم إياها يتلهّون بها حتى يتمّوا صومهم.لكن إذا رغب في الصيام وقدر عليه. فلا ينبغي للولي منعه من الصيام بل عليه أن يشجعه ويرغبه، لينشأ ويشب على شعائر الإسلام وتعاليمه القيمة.وإذا حصل البلوغ بإحدى علاماته (السن أو الرشد والتمييز، أو الاحتلام للبنين والحيض للبنات) أثناء نهار رمضان فإن كان من بلغ صائماً أتم صومه، وإن كان مفطراً لزمه الإمساك بقية يومه؛ لأنه صار من أهل التكليف، ولا يلزمه قضاؤه، لأنه عند وقت بداية الإمساك لم يكن من أهل التكليف. والإمساك مراعاة لحرمة الشهر ليس إلا، ولا يلزم من بلغ أثناء النهار قضاء ذلك اليوم. ومن العلماء من قال يؤمر الصبي بالصيام لسبع إن أطاقه "وأنه يُضرب على تركه لعشر كالصلاة انظر المغني 3/90. وأجر الصيام للصبي، ولوالديه أجر التربية والدلالة على الخير عَنْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَتْ أَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الْأَنْصَارِ مَنْ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَمَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا فَليَصُمْ قَالَتْ فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا وَنَجْعَلُ لَهُمْ اللُّعْبَةَ مِنْ الْعِهْنِ فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الْإِفْطَارِ" قال البخاري: وقال عمر لنشوان رمضان ويلك وصبياننا صيام وضربه.‏ وقد رواه مسلم من وجه آخر عن خالد بن ذكوان فقال فيه " فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم حتى يتموا صومهم " وهو يوضح صحة رواية البخاري وأبلغ من ذلك ما جاء في حديث رزينة بفتح الراء وكسر الزاي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر مرضعاته في عاشوراء ورضعاء فاطمة فيتفل في أفواههم، ويأمر أمهاتهم أن لا يرضعن إلى الليل " أخرجه ابن خزيمة وتوقف في صحته، وإسناده لا بأس به وفي الحديث حجة على مشروعية تمرين الصبيان وتدريبهم على الصيام كما تقدم لأن من كان في مثل السن الذي ذكر في هذا الحديث فهو غير مكلف، وإنما صنع لهم ذلك للتمرين.◄ زواجه من بنت خاله وقد أرضعتها أمه◄ لي بنت رضعت من أختى ولأختي هذه ولد يريد التزوج بابنتي التي رضعت من أمه ولكن الولد لم يرضع من زوجتي أصلاً فهل يحل له التزوج بها أو لا؟►  الحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد:أولا: برضاعة ابنتك من أختك أصبحت هذه البنت أختا لكل أولاد أختك من الرضاعة، وعليه فالمُرْضعة عمتها نسبا، وفى نفس الوقت أمها من الرضاعة، وبالتالي كل أولادها ذكورا وإناثا أولاد عمتها نسبا، وفى نفس الوقت إخوتها وأخواتها رضاعة، وعليه فتحرم هذه البنت على هذا الولد حرمة مؤبدة لأنها أخته من الرضاع حينئذ.ثانيا: الدليل على التحريم قول الله تعالى فى المحرمات من النساء " حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا".ثالثا: كل أولاد المرأة المُرضعة — كأخت السائل فى هذه المسألة — يعتبرون إخوة وأخوات للفتاة التى رضعت منها، فيحرم عليهم جميعا التزوج بها سواء فى ذلك من رضع معها، أو قبلها أو بعدها. فالتقدم أو التأخر لا اعتبار له ولا أثر فى التحريم، للقاعدة كل من ارتضع من ثدي — فِي مُدَّةِ الرَّضَاعِ — فهم إخوة من الرضاعة — تزامن الإرضاع أو تقدم أو تأخر فلا عبرة باختلاف زمن الإرضاع، وهذا ضابط عام — " كل من ارتضع من ثدى واحد فهم إخوة من الرضاع" نسأل الله تعالى الهداية لنا ولسائر الأمة المحمدية ذكورها وإناثها والتوفيق للعمل على ما يحبه ويرضاه بأسمائه الحسنى وصفاته العلا والصلاة والسلام على سيدنا محمدومن والاه. هذا وبالله التوفيق ومنه وحده العصمة من الزلل والخطأ والخلل فى القول والعمل. والله أعلم