15 سبتمبر 2025
تسجيلعندما نحاول معالجة بعض الأمور سواء على مستوى العلاقات الاجتماعية وما يشوبها من منغصات، أو على مستوى بيئة العمل وما يعتريها من تحديات إدارية، فإننا نبدأ بتخصيص جزء من مواردنا لمعالجة تلك المشكلة أو ذلك التحدي، ثم نجد أن المشكلة قد ابتلعت ما خصص لها من مال وجهد ولم يتم تجاوز ذلك التحدي أو حل تلك المشكلة، ثم نعيد الكرة وبنفس الأسلوب وننفق مواردنا وطاقاتنا لعلنا نصل إلى نتيجة مرضية في هذه المرة، وننسى أو نتناسى أن ذلك الأسلوب المجرب لم يأتِ بنتيجة من قبل، الغريب أننا نواصل كأفراد أو كمؤسسات معالجة مشاكلنا بنفس الطريقة، يذهب جيل ويأتي جيل آخر يرث نفس المنهج ولا أحد يفكر خارج الصندوق أو يبتكر أسلوبا آخر لمواجهة تلك التحديات. علينا كمسؤولين وقبل أن ننغمس في البحث عن حل لمشاكل مؤسساتنا أن نأخذ خطوة للخلف نتعرف من خلالها على المشهد الكبير ونقيم كل التحديات والفرص التي تواجهنا، ونحاول فهم عمليات المؤسسة المختلفة ونشخص موقفها الحالي، ثم نضع الخطط الكفيلة بمواجهة تلك التحديات أو اقتناص تلك الفرص المواتية. إن الفهم العميق للتحديات التي تواجه المؤسسة يجعلنا كمسؤولين أقدر على تقييم حجم الموارد والجهود التي علينا أن ننفقها قبل البدء في تلك المواجهة التي قد تأكل كل مواردنا كما تأكل النار الحطب، لذا قد يكون من الأجدر بنا أن لا نواجه تلك التحديات إذا ما كانت كلفتها عالية بل نتعايش معها ونحاول فقط تقليل آثارها. وفي بعض الأحيان قد يكون من الأفضل اتخاذ بعض القرارات الجريئة التي قد يراها البعض راديكالية أو متطرفة لكنها في الحقيقة تصب في المصلحة العامة على المدى البعيد فضلًا عن استنزاف موارد المؤسسة على عمليات إصلاح ما لا يمكن إصلاحه، كإلغاء عقد ما، أو اتخاذ قرار بتخفيض التكاليف، أو تقليص الهيكل التنظيمي، أو حتى إعفاء مدير من منصبه، كل ذلك قد يكون أقل ضررًا وتكلفةً من الإصلاح. وفي الختام يقولون الأولين ما خلوا للتالين شي حتى في علم الإدارة عند شيبانا مثل يقول «قال داوها تبرى.. قال قصها تبرى». وإلى اللقاء