15 سبتمبر 2025

تسجيل

التركيبة السكانية قبل فوات الأوان

19 يونيو 2022

لا أتحدث عن التغير الديموغرافي الطبيعي بحكم الزمن وهو ظاهرة موجودة في كل المجتمعات، لكن اشعر بخوف من المستقبل لن يعاني منه جيلي وانما جيل اليوم، نظراً لوجود ظواهر واضحة تدل على ان هناك تدخلا مقصودا لتغيير التركيبة السكانية في البلد، وهو امر تعاني منه جميع دول الخليج، لكنه في مجتمعنا يسير بسرعة واضحة وتلازم مع التغير في التركيبة المكانية وهنا الخطورة، لا المكان ولا الانسان مستقبلاً سيتحدثان عن قطر تاريخياً، من يعتقد انه في مأمن من الاثار السلبية لمثل هذا العمل او هذه الهندسة الاجتماعية وبهذه السرعة والشمولية فهو مخطئ، تغيير بنية المجتمع السكانية والتراتيبية الاجتماعية لن يقتصر على الطبقات الوسطى والدنيا بل سيلحق ضررها كذلك بجميع طبقات المجتمع بما فيها الطبقة العليا. هناك تناغم تاريخي بين اهل قطر وحكامهم منذ الأزل لا يستطيع احد غيرهم ان يعوضه. لم يُعرف عن اهل قطر روحاً راديكالية في اي من العصور السابقة، وهو امر لن يستمر مع الاستعجال والعبث في التركيبة السكانية، والادهى، اسقاط المسافة الاجتماعية التي كانت موجودة بين فئات المجتمع والسلطة، والتي كانت تحفظ لأهل قطر بقسط وفير من الوجاهة الاجتماعية. هي من حقهم، حتى في اعتى الديمقراطيات، نجد هذا الموضوع التاريخي محط اهتمام، علينا ان نفرق بين المسافة الاجتماعية كمفهوم سياسي واجتماعي، والمشاركة ومستوياتها مع ابناء المجتمع الواحد، سيجد المجتمع نفسه بين ثنائيات تصنيفية، ويمكن وبكل تجرد ملاحظة التسابق على موضوع الوجاهة في المجتمع بشكل لم يسبق له مثيل من قبل. دور السلطة هام وحاسم هنا في طمأنة المجتمع وممارستها بوعي تاريخي للمسافة الاجتماعية بينها وبين مكونات المجتمع يحفظ لقطر الاوائل حقهم التاريخي الذي يتحدث عنهم النشيد الوطني. هندسة المجتمع بعشوائية نتيجة تدفق الريع وعظم الاستثمارات وضخامة المشاريع، التي تقام لن تعوض الوطن كتاريخ والمجتمع كإنسان عاش التطور عبر اجياله. أرجو الانتباه لأننا نتجة نحو مشاريع واستثمارات وننسى الوطن خلفنا حتى اذا عدنا اليه نجد اننا اصبحنا غرباء بعد ان كنا اول من شيده وفتح ابوابه مرحباً بضيوفه.