13 أكتوبر 2025
تسجيلمات الرئيس ولأقل قُتل الرئيس وهو الذي أوصى بلغة عربية فصيحة: ( لا تقتلوا أُسودَ بلادكم فتأكلكم كلابُ أعداءكم ) ليكون ضمن الذين قتلتهم هذه الكلاب التي تكالبت عليه في انقلاب غادر أعقبه ارتكاب أكبر المجازر دموية في تاريخ مصر في فض ميداني رابعة والنهضة واليوم يعلن المجرمون في صفحة الحوادث بإحدى أكبر وأهم الصحف المصرية الرسمية وفي خبر صغير عن وفاة محمد مرسي العياط أثناء محاكمته في محكمة جنوب القاهرة وكأن الرجل لم يكن يوما رئيسا لمصر ! أو كأنه لم يكن الرئيس المدني الوحيد الذي جاء بانتخابات ديمقراطية حقيقية نصبته القائد العام للقوات المسلحة المصرية والحاكم لهذا البلد الذي كان يخفي نفوساً وضيعة لم تكن على قدر الثقة التي منحها مرسي لها فخططت وتآمرت ونفذت وأضحى التابع المأمور هو الرئيس الآمر الذي حكم على مرسي بالسجن قضى فيه الرجل ما يزيد على ست سنوات كاملة ووُجهت له تهما زائفة كان أهمها وأكثرها ظرفا إن صح الوصف في هذا المقام التخابر مع ( قطر) و ( حماس ) ! وفي تاريخ ذكرى توليه عرش مصر الذي لم يستمر إلا سنة واحدة كانت جريمة قتله مكتملة الأركان لتنفذ وبالفعل تم الإعلان عن وفاة الرئيس المصري محمد مرسي بتاريخ 17/6/2019 وهو التاريخ الذي نصبه رئيسا لمصر عام 2012 لأن المجرم عادة ما يختار ( مناسبته الخاصة ) لينفذ فيها جريمته ولذا لم يكن أسهل من هذه المناسبة ليعلن فيه موت مرسي بالصورة الهزلية التي سردها المصدر؛ لا سيما وأن محاكمات مرسي لم تكن علنية كما يجب أن يكون عليه أي قضاء نزيه نظيف يريد أن يثبت حياده وحكمه بالعدل في خصوم تراها الحكومة أعداء لها، ولا يمكن في نفس الوقت أن يصفه العالم بالانحياز للطرف الثاني وهو المدعي على حساب الطرف الأول المدعى عليهم وعليه كما كانت هذه المحاكمات تسير في سرية ولا يحضرها أحد من أهل مرسي فقد كانت فصول موته بالقصة التي رواها مكتب النائب العام أشبه بمادة مستهلكة لتكميم الأفواه والخروج من دوامة هذه المحاكمات التي استنزفت من قوى القضاء الأعوج لنظام السيسي بانتزاع روح هذا الإنسان الذي كان يشكو من سوء معاملته وإهمال طبي متدن رغم أنه يعاني من أمراض مزمنة كانت تتطلب عناية ومتابعة طبية فائقة، ولكن لأنه مرسي الذي استنهض نصف شعب مصر بخطاب يتذكره السيسي المجرم والذي كان آنذاك مجرد فرد في ( عسكر مصر ) حتى تولى حقيبة الدفاع بثقة في غير محلها من الشهيد محمد مرسي رحمه الله لينقلب الغادر على صاحبه ويغدر فيه بصورة لم تكن لتنجح لولا الدعم اللامتناهي من الإمارات والسعودية لهذا الانقلابي (المتسهوك) الذي يخرج دائما بالصورة الباهتة المضحكة والذي جعل مصر من بلد قائد لهذه الأمة إلى مجرد بلد تابع ضعيف تحركه الدولارات ولا يهش في سياسة الأمة ولا ينش إلا ما تأمر به أبوظبي والرياض، بحيث حول البلاد إلى قنبلة موقوتة من الفقر والغلاء والعوز وما كان الشعب يخشاه في عهد مرسي رحمه الله القصير بات واقعا يعيشه المصريون حتى من الذين رقصوا أمام مقار الانتخابات الهزلية والهزيلة الرئاسية والتي أعلنت السيسي رئيسا بنسبة تصل إلى 98% بعد (تدبيس) كل من تجرأ وترشح آنذاك أمام السيسي بتهم وبلاوي لتنحيته إجباراً من أمام من اختار نفسه فرعون مصر الجديد. ولذا لم يكن غريبا أبدأ كعادة الغربان واللصوص أن يعجل هذا النظام الجائر بسرعة دفن جثمان الرئيس المصري محمد مرسي رحمه الله فجر يوم الثلاثاء وفي أقل من 24 ساعة من إعلان وفاته بينما مصر على صفيح ساخن لا يجرؤ المظلومون فيه على أن يتفوهوا بحرف ووسط عدد محدود جدا من عائلته ومحاميه في مقابر الإخوان المسلمين بعد أن رفضت السلطات السيسية قبول طلب عائلته بأن يدفن مرسي في مقابر العائلة وكأنهم بهذا يصرون على أن انتماء الشهيد بإذن الله الرئيس مرسي لهذه الحركة التي لن يستطيع نظام السيسي الظالم أن يجتثها من أركان تأسيس حركات وتاريخ مصر إنما هو جرم سيلاحقه حتى الممات في وقت يغفل هذا المجرم أن نظامه وجبروته حين يُدمر مع مرتزقته وأذناب إعلامه الفاسد لن تستطيع الرياض وأبوظبي أن ينقذاه لأنهما هما أيضا لن يهربا من الدعوات التي تحفهما من ألسنة المظلومين في مصر وخارجها، ولا تنسوا أن (مبارك) قضى ست سنوات يُحاكم وهو ممدد في سرير طبي ومقيم في مستشفى المعادي العسكري وخرج بريئا متعافيا بل وشاهد زور على مرسي الذي قضى نفس المدة محروما من أي عناية طبية أو إنسانية وفي النهاية خرج مقتولا فحسبي الله ونعم الوكيل. ◄ فاصلة أخيرة: رُفعت الجلسة إلى قاضي السموات والأرض حيث العدل القيوم.. رحم الله الرئيس المصري محمد مرسي وإلى جنة الخلد بإذن الله. [email protected]