11 سبتمبر 2025

تسجيل

الإمارات والسعودية تحاولان جرَّ المنطقة لحرب إقليمية

19 يونيو 2018

استهداف للاستثمارات الاجنبية في قطر والاستثمارات القطرية في الخارج سياسة غوغائية قائمة على الكذب والفبركة والتلاعب بمشاعر الشعوب الإمارات خططت لحرب اقتصادية على قطر على كافة المستويات في عام ١٩٢٩ وحتى بداية الأربعينيات، عاش العالم أزمة اقتصادية سميت في البداية ب "الكساد الكبير" حيث بدأت بانهيار أسواق الأسهم الأميركية، فنتيجة لسياسة النظام الحر، جاءت الأزمة لتعصف بالاقتصاد الأميركي حيث تراكمت الديون وانتشرت البطالة وأفلست المصانع وتم تسريح العمال وضعفت القوة الشرائية وزادت المشاكل الأخلاقية والاجتماعية. هذا الكساد الاقتصادي ضرب كل الدول حول العالم، الغنية والفقيرة، وانخفضت التجارة العالمية إلى ما بين النصف والثلثين. وقد حاولت الدول التي تأثرت النهوض من هذه الكارثة بشتى الطرق، حتى ظهر في العالم جماعة "الغوغائية" التي تعتمد على اللعب على مشاعر ومخاوف الشعوب وخداع الجماهير وتضليلها للوصول والسيطرة على الحكم، ومن هذه الجماعة خرج النازي الكبير أدولف هتلر الذي أشعل الحرب العالمية الثانية التي أدت إلى مقتل ٨٥ مليون شخص في أكبر مذبحة في تاريخ البشرية. هذا الكساد خلف نتائج كارثية على كل الدول التي تضررت، فبينما ساهمت في وصول أنظمة ديكتاتورية كثيرة للحكم مثل النازية، فإنها في الوقت نفسه أنهكت الكثير من الدول اقتصاديا. هذه الأزمة لم تُحل إلا بمجيء رئيس أميركي جديد هو فرانكلين روزفلت، الذي أقر سياسة العهد الجديد التي تضمنت مجموعة من البرامج الاقتصادية وتركزت على ما يسميه المؤرخون الألفات الثلاثة، وهي: "الإغاثة والإنعاش والإصلاح". هذه الأزمة يطلق عليها المؤرخون "الثلاثاء الأسود" نسبة إلى يوم وقوعها ونتائجها الكارثية، والمصادفة العجيبة أن حصار قطر بدأ ليلة الثلاثاء، حيث كانت تسعى الدول المحاصرة لقطر أن تنهار قطر خلال ٢٤ ساعة في تكرار لـ "الثلاثاء الأسود". وقد حاولت الإمارات بكافة السبل صناعة حرب اقتصادية على قطر على كافة المستويات الاقتصادية وبكافة الطرق التي يمكن أن تلحق الضرر بالعملة وسوق الأسهم والاستثمار الأجنبي في قطر أو الاستثمارات القطرية في الخارج وحتى الاستثمارات الشخصية للأفراد. وبعد ما فعلته الإمارات، لنتخيل أن الخطة نجحت، وحدث في قطر "الكساد الكبير" وانهارت الدولة اقتصاديا!.  لقد كانت دول العالم كلها تحت التهديد الإماراتي المتهور بتدمير قطر اقتصاديا، فقد كانت كل الدول الغنية والفقيرة معرضة لما تعرضت له في الكساد الكبير لو انهارت قطر؛ لما تمثله من ثقل اقتصادي كبير في هذا العالم. الغريب أن هذا الأمر لم ينجح، لكن نتائجه اللاحقة بدأت تتحقق، فالنظام النازي العنصري المتطرف نراه يلوح في أفق الإمارات والسعودية، وجر المنطقة لويلات حرب إقليمية جارية على قدم وساق، والسياسية الغوغائية القائمة على الكذب والفبركة والتلاعب بمشاعر الشعوب هي التي يتم بها اليوم حكم الشعب في الإمارات والسعودية عبر وسائل الإعلام. والمصادفة أيضاً أننا ربما نحتاج لرئيس أميركي جديد يحل الأزمة كما حدث في الكساد الكبير، والأغرب أيضاً أن أميركا في وقت الكساد كان يحكمها رئيس جمهوري هو هربرت هوفر، حتى جاء ابن الحزب الديمقراطي فرانكلين روزفلت ليخلصها من الكارثة. وبالمناسبة، يقول سيغمون فرويد: أحياناً، نضطر لاختيار قرار سيء، وذلك لتجنب الأسوأ، وظني أن هذا النهج هو الأمثل للسير عليه في العلاقة مع دول الحصار، حيث إن قرار بناء التحالفات الجديدة وشق الخط الفردي في علاقاتنا الخارجية وبناء منظومتنا المتكاملة المعتمدة على الذات الوطنية بدلاً من التكامل الخليجي هو الحل الوحيد لضمان مستقبلنا في ظل موقعنا الجيوسياسي مع دول تغدر بنا بين الحين والآخر، فمن السهل بناء الثقة، ومن السهل هدمها، لكن من الصعب جداً إعادة بنائها.