27 أكتوبر 2025

تسجيل

دول الجوار أم دول الحصار

19 يونيو 2017

كثيرة هي الأمثلة والحكم والقصص التي تتحدث عن حق الجار على الجار والوفاء المتبادل بينهما، وقد قيل اسأل عن الجار قبل الدار، والجار قبل الدار مقولة شائعة بين الناس، وعلى قدر الجار يكون ثمن الدار، ويجب علينا الموازنة في الجيرة بين المحافظة على الخصوصية والتواصل الاجتماعي بحيث لا يؤذي الجار جاره ويكون حريصا عليه أمينا على مصالحه، قال رَسُولَ اللَّهِ : لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ"فالجور الذي اقدمت عليه /السعودية والإمارات والبحرين/ مس حياة آلاف من مواطني الخليج كجزء من المقاطعة التي فرضتها على دولة قطر ووصف قانونيون محايدون هذا الاجراء بانه خرق فاضح للقانون الدولي وحقوق الإنسان الأساسية مثل حرية التعبير والتنقل، ولم تهدأ وسائل التواصل الاجتماعي من تعرية الموقف، وأبدى ابناء قطر والمخلصون لها من المقيمين استعدادهم ليكونوا صوت دولة قطر لكلِ الذين انتُهكت حقوقهم مستندين الى اعتراضات منظمات حقوقية دولية على تضرر آلاف العائلات الخليجية من قرار دول الحصار مقاطعة قطر واعلان هذه المنظمات صراحة أن إجراءات الحصار مست حقوق آلاف المواطنين من الدول المقاطعة ومن قطر، وتسببت في تشتيت الكثير من العائلات المختلطة.زلزال دبلوماسي استيقظ عليه اهل قطر عندما حمل صباح الخامس من يونيو الجاري معه ملامح أزمة خليجية لا تشبه ما سبقها من أزمات دبلوماسية التي حتى الان لم تتضح الأسباب الدقيقة لها، فالأزمة الجديدة تبدو انها تجاوزت حدود جغرافيتنا لتخيم على اجواء منطقة الشرق الأوسط برمتها ولا أحد يعرف إلى أين ستصل وكيف ستنتهي، ويُعَدُّ هذا الحدث الأول من نوعه على مرِّ تاريخ مجلس التعاون الخليجي منذ نشأته؛ التي تجاوز الثلاثة عقود. حيث جاء هذا التصعيد من قِبَل الدول الثلاث ردًّا على السياسة القطرية التي اتهمت فيها الدوحة /بدعم الإرهاب/ في أخطر قرار الصق ببلدنا العزيز الذي وجد كل تعاطف وتأييد لمواقفه وادارته بالحكمة لهذه الازمة منذ اندلاعها.الرد القطري جاء متوازنا وهادئا حقا ساندته حالة الغضب والاستنكار الشعبي الخليجي والعربي لتلك القرارات التي اتخذتها دول الجوار حتى من داخل السعودية نفسها، وانعكس ذلك في صورة رسوم و/هشتاجات/ مؤيدة لقطر ومتعاطفة معها، الأمر الذي أدى بسلطات الدول الثلاث إلى إصدار قرار بالتحذير من إظهار التعاطف مع قطر خاصة على تويتر.ومع مرور الايام وقربنا من نهاية الشهر الفضيل وقرب دخول عيد الفطر المبارك تستمر حالة القلق والترقب في قطر وفي المنطقة برمتها بل في العالم اجمع، فلا نريد لصبر قطر وتحملها هذا الجور ان ينفد، لان الرد القطري منذ البداية كان غاضباً بعد ان اتهمت الدول التي أعلنت هذا الإجراء بـ/فرض الوصاية/ عليها ورأينا ان القرار غير مبرر، وأكد بيان صادر عن الخارجية القطرية أن الإجراءات /لن تؤثر على سير الحياة الطبيعية للمواطنين والمقيمين في الدولة/.بالتأكيد لن تركع دولة قطر وبها كل مقومات النهضة والعزيمة والقيادة الرشيدة ووعي لمصالحها ومصالح شعبها، فلا والف لا لفرض الوصاية على بلادنا الشامخة بهذا الحصار، فقطر وقيادتها الرشيدة وشعبها لن يكونوا وحيدين في الساحة واثبتت الوقائع كم هم رجال عند الشدائد بتماسك جبهتهم الداخلية ودبلوماسيتها وعلاقاتها الخارجية.وهو الرهان الذي يمكننا من الصمود ضد كل خزعبلات تريد ان يستهدفه محور الشر. وسلامتكم e — mail: [email protected]