15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الْإِمَامُ الْعَلَّامَةُ، المفسر، النحوي، اللغوي، الأستاذ العالي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَاحِدِيُّ، النَّيْسَابُورِيُّ، الشَّافِعِيُّ، صَاحِبُ "التَّفْسِيرِ"، وَإِمَامُ عُلَمَاءِ التَّأْوِيلِ.أُسْتَاذُ عَصْرِهِ، وَوَاحِد دهره؛ أنْفق شبابه فِي التَّحْصِيل؛ فأتقن الْأُصُول على الْأَئِمَّة، وَطَاف على أَعْلَام الْأمة؛ وكانت له معرفة بفنون من العلم. وقد سار الناس إلى علمه، واستفادوا من فوائده. ترجم الشيخ لرحلته مع أساتذته في مقدمة كتابه "البسيط" قائلا: فأما اللغة فقد درسْتُها على أَبِي الفضل أَحْمَد بْن مُحَمَّد بْن يوسف العَرُوضي، وكان قد خنقَ التسعين فِي خدمة الأدب، وروي عن أَبِي مَنْصُور الأزهريّ كتاب "التهذيب"، وأدرك العامري وجماعة، وسمع أَبَا الْعَبَّاس الأصم، وله مصنّفات كبار، وقد لازمتُه سِنين. وأخذتُ التفسير عن الثعلبي، والنحو عن أَبِي الحسن علي بْن مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم الضرير، وكان من أبرع أَهْل زمانه فِي لطائف النحو وغوامضه، علّقتُ عَنْهُ قريبًا من مائة جزء فِي المسائل المُشْكِلة، وسمعت منه أكثر مصنّفاته.وقد حَدَّثَ عَنْهُ: أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْأَرْغِيَانِيُّ، وَعَبْدُالْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُوَارِيُّ، وَطَائِفَةٌ أَكْبَرُهُمْ الْخُوَارِيُّ تصدَّر للإفادة والتدريس مدّة، وكان معظَّمًا محترمًا، لَوْلَا مَا كَانَ فِيهِ من إزرائه على الْأَئِمَّة الْمُتَقَدِّمين، وَبسط اللِّسَان فيهم بِمَا لَا يَلِيق.قال عنه "الباخرزي" في دمية القصر: "مشتغل بما يعنيه وإن كان استهدافه للمختلفة إليه يعنّيه. وقد خبط ما عند أئمة الأدب من أصول كلام العرب خبط عصا الراعي فروع الغرب. وألقى الدلاء في بحارهم حتّى نزفها، ومدّ البنان إلى ثمارهم إلى أن قطفها. وله في علم القرآن، وشرح غوامض الأشعار تصنيفات بيديه، وقلمّا يعرض على الرواة ما يصوغه من نسماتالأشعار، ويبدي ما يفتح كمامها عن النوّار.ترك الواحدي مجموعة من المصنَّفات العلمية أثرى بها المكتبة العربية الإسلامية، منها: التفاسير الثلاثة: "البسيط"، و"الوسيط"، و"الوجيز"، وبهذه الأسماء سمّي الغزالي كُتُبَه الثلاثة فِي الفقه. قال صاحب "إنباه الرواة" عن تفسير "البسيط": ومن رآه عَلِمَ مقدار ما عنده من علم العربية، فقد أكثر فيه من الإعراب والشواهد واللغة. وكتاب "أسباب النزول"، و"التحبير في شرح أسماء الله الحسنى"، و"شرح ديوانَ المتنبي"، وله أيضًا كتاب "الدعوات"، و"المغازي"، و"الإعراب فِي علم الإعراب"، و"تفسير النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم"، و"نفي التحريف عن القرآن الشريف".مَاتَ ـ يرحمه الله ـ في جمادي الآخرة سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة.