03 نوفمبر 2025
تسجيلالدنيا مليئة بالنِّحل المختلفة والحق واحد لا يتعدد هو الصراط المستقيم، هو القرآن الكريم هو الإسلام العظيم، إلَّا أن الباطل انتعش أمره وارتفعت رايته لغفلة أصحاب الحق الواحد.إن الذين يعبدون العقرب لا يظنون أنهم يخطئون والذين يعبدون الحجر كذلك والذين يعبدون البقر والشجر هل يشعرون أنهم ضالون مضلون، إنهم يعتقدون أنهم على صواب وقد نبه المولى عز وجل عنهم في مواطن عدة من كتابه الكريم فقال (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) إنهم لا يتصورون في أنفسهم أنهم ضالون وربما عابوا على من خالفهم ماهم عليه قال الله تعالى (وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ...) فمع ضلالهم تراهم متحمسين لضلالتهم مستعدين للتضحية من أجل ما يعبدون من حجر أو بقر أو شجر وحتى حشرات.ليس في الوجود أحد يتجاوز مرتبة العبودية فكل ماعدا الله مخلوق له والله وحده المتفرد بالألوهية في السموات والأرض (وما من إله إلا الله) (وما من إله إلا إله واحد) المتفرد بالألوهية في السموات والأرض فمن قال عن نفسه إنه إله كادعاء فراعنة ونمرود الأمس وفراعنة اليوم كاذب، ومن قال الناس عنه ذلك فهم كذبة (ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم ...) وقد بعث الله الرسل عليهم السلام لتصحيح فكرة الناس عن الألوهية فإنهم وإن عرفوا أن لهم إلها؛ إلا أنهم أخطأوا في الإشراك به والفهْم عنه.والبشر الذين ادعوا الألوهية لم يكلفوا أنفسهم مشقة إدعاء ذلك لأنهم يعلمون أنه ليس لهم في إيجاد شيء من هذا الكون يدُ وأنّ هناك من أوجده وأنه ليس هناك شيء حدث من تلقاء نفسه فلم يبق إلا الله لذلك قال القرآن الكريم (أمْ خُلِقوا من غير شيء أم هم الخالقون، أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون).إن حديث القرآن الكريم عن الله عز في علاه يمزج بين أمرين:الأول : فقر العالم إلى الله وقيامه به واستمداده الوجود منه، إننا نحن البشر كسائر المخلوقات وجدنا بإيجاد الله لنا وبقينا بإمداد الله، ولولا الله لكنا أصفاراً، ولما ظهرنا من العدم فـ (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم) أي إنه من المستحيل أن يتخلق شيء في هذا الوجود من غير خالق أو ينتظم من غير منظم (كل يجري لأجل مسمى).الثاني : أن هذا الخالق المدبر واحد لا شريك له، ليس له ند أو ضد، كل شيء هالك إلا وجهه من إنس أو جن من ملك أو مملوك من سيد أو صعلوك كلهم عبيد له يستوي في هذه العبودية حيوان مستخف تحت التراب أو ملك ساجد تحت العرش.(له مافي السموات والأرض ومابينها وما تحت الثرى).إن فالق الحب والنوى في الحقول والحدائق (إنَّ الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميتِ من الحي ذلكم الله فأني تؤفكون، فالق الإصباح وجعل الليل سكناً والشمس والقمر حسباناً ذلك تقدير العزيز العليم).إنه منشيء الثمرات والنخيل الباسقات، فالق الإصباح وناشر نور الصباح في آفاق السموات والأرض، ودافع الكواكب تلتف حول نفسها (والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره) أو تنطلق في فضائها من غير قائد أو سائق أو جناح تسعى له.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين