صيام

طبيعي أن شهر رمضان يرتبط لدى الكثير بالسهر خلال الليل. وهذا ما يحدث تغييرات في نسق حياة المجتمع ككل؛ مما يساعد على السهر خلال الليل. فساعة بدء الدوام لدى المسلمين تتأخر خلال رمضان وتنشط المحلات التجارية حتى ساعة متأخرة من الليل، وكذلك القنوات الفضائية وتكثر اللقاءات الاجتماعية بين الأقارب والأصدقاء حتى ساعة متأخرة من الليل. وينتج عن السهر نقص حاد في عدد ساعات النوم خلال الليل لدى البعض؛ مما قد يسبب الخمول والنعاس وتعكر المزاج خلال النهار. ألم الرأس وتعكر المزاج وقلة التركيز، من أهم الأعراض التى تصاحب الصائمين فى نهار رمضان ، ويلازم المزاج السوداوي الرجال والنساء على حد سواء في هذا الشهر الفضيل ، فالناس لهم خصوصية في استقبال هذا الشهر الفضيل ، وترتبط سوداوية المزاج الرمضاني بالكسل الناجم عن قلة النوم، وهناك موقع متخصص بالصحة العامة يطلق عليه huffingtonpost يشير إلى أن هذا الكسل هو مرحلة ذهول انتقالية تنتاب الإنسان إذا تحول ذلك المزاج إلى حالة يومية مزمنة، كما يقول الدكتور اليزون هارفي أستاذ علم النفس في جامعة كاليفورنيا ، ويؤكد أن عملية الاستيقاظ من النوم بعض الوقت ، والمشاعر التي ترافقها هي أمور غير محببة، لكنها لا تعني بالضرورة أنّ الإنسان يعاني من نوم قلق. الأبحاث تؤكد أن الصوم لا يؤثر على جودة النوم ولا يسبب زيادة النعاس خلال النهار، ذلك أن الروتين اليومي يتغير خلال شهر رمضان، وقت بدء العمل ووقت بدء الدراسة وتزداد الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية حتى ساعة متأخرة من الليل، وكأنه أصبح طبيعياً في شهر رمضان أن يسهر المرء بالليل وينام حتى ساعة متأخرة بالنهار، فكل الظروف تهيأ خلال شهر رمضان لتشجيع مثل هذا النظام اليومي للصائم. أضف إلى ذلك تغير نمط تناول الطعام من النهار إلى الليل ، فيتغير طبقا لذلك نمط ومواعيد ونوعية الأكل الفجائية من النهار إلى الليل قد ينتج عنها – وفق رأي المتخصصين- زيادة عمليات إنتاج الطاقة (الأيض) خلال الليل؛ مما قد يؤدي إلى زيادة درجة حرارة الجسم خلال الليل نتيجة لزيادة الأكل في رمضان خلال الليل ؛ مما قد يؤدي لزيادة النشاط وعدم الشعور بالنوم خلال الليل، ويتبع ذلك خلال الصيام انخفاض درجة حرارة الجسم أثناء النهار والشعور بالنعاس أو بصورة مبسطة تغير الساعة الحيوية في الجسم . وهذه إحدى النظريات المطروحة عن علاقة الصوم بالنوم ولها ما يدعمها من الدراسات. التغيرات التي تحدث في النوم خلال شهر رمضان مردها إلى تغير نمط الحياة خلال الصوم وعليه يُنصح الصائمون خلال الشهر الكريم بالانتظام في نمط الحياة اليومي وعدم التغير المفاجئ في مواعيد النوم والاستيقاظ ، فنوم النهار لا يغني عن نوم الليل ، كما يذكر أن الإفراط في الأكل خلال الليل وبالذات قبل النوم يؤدي إلى اضطراب النوم وزيادة ارتداد الحمض إلى المريء مما يؤثر على جودة النوم. حالة المزاج السوداوي تظهر غالبا عند المو ظفين في مكاتبهم صباحا وعند السائقين والمارة بعد مغادرتهم لأعمالهم بعد الدوام، فيتسابق الكثيرون منهم نحو قضاء أغراضهم واقتناء مشترياتهم قبيل حلول موعد الإفطار ، مما يزيد من المزاج السوداوي كفانا الله شره فعليكم بقول رسولنا الكريم "صوموا تصحوا" وسلامتكم